محاضرة في كانو الثقافي​

"الإعجاز القانوني في القرآن الكريم (سورة يوسف)

نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 4 ديمسبر محاضرة بعنوان " الإعجاز القانوني في القرآن الكريم (سورة يوسف) أنموذجا " للدكتور محمد سعيد الرحو وأدار الحوار الدكتور صباح الجبوري.  و استهل الدكتور الرحو المحاضرة بالإشارة إلى أن القرآن الكريم أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم ليكون شرعة ومنهاجا للعالمين لينظم شتى نواحي أمور الدين والدنيا فقد جاء القرآن الكريم متضمنا القواعد العامة التي وجب على البشر اتباعها ووضح لهم ما وجب عليهم الابتعاد عنها وتجنبها فقد تطرق القرآن الكريم للعلوم بشتى أنواعها.  وأضاف الدكتور الرحو أن القرآن الكريم كان ولازال مرجع ومنهالا للكثير من العلوم ومنها العلوم الطبية ,علوم الفلك ,علوم الإنسان ,علوم القانون ,علوم الاجتماع وغيرها. ووضح الدكتور الرحو أن القانونيين كانوا ولازالوا يرجعون للقرآن الكريم لاقتباس العديد من القواعد القانونية والقضائية بوصف القران بمصدر رئيسا من مصادر القانون فبعض الدول العربية والإسلامية قد سلمت بهذه الحقيقة فجعلت ما جاء في الشريعة الإسلامية المصدر الأول من مصادر القانون ومنها المملكة العربية السعودية , السودان وبعض الدول الإسلامية الأخرى , وقد جعلت العديد من الدول العربية الشريعة الإسلامية المصدر الثاني من مصادر القانون اذا غلبت عليه التشريع وهناك مجموعة أخرى من الدول جعلته في المرتبة الثالثة.  وذكر الدكتور الرحو أن الأعجاز القانوني في القرآن يتجلى في الكثير من السور التي أشارت الى العديد من الأنظمة القانونية المدنية والجزائية والشرعية فقد نظم القرآن الكريم مسائل الزواج والطلاق. وفي خضم حديثه شرح الدكتور الرحو آيات من سورة يوسف وضحت عدد من القوانين المتبعة حاليا في التشريعات العربية فوضع الجوائز المعلن عنها للوصول للانجازات هو ما اتبعه نهج سيدنا يوسف عليه السلام في الآية الكريمة في قوله تعالى (قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ) آية 72 سورة يوسف , كما جسدت التشريعات الوضعية تشريع الكفالة الذي جاء في سورة يوسف في قوله تعالى (وَأَنَا بِهِ زَعِيم), وأضاف الدكتور الرحو ان تشريعات الاثبات الوضعية اقرت ما جاء في قوله تعالى  قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ) آية 26 سورة يوسف, فالنظر للإثبات واستنباط الامور الثابتة من الامور الغير ثابتة جاء في الآية الكريمة , وفي قوله تعالى (ارْجِعُوا إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ) آية 81 أسست الآية ايقاعيتين مهمتين في مجال الاثبات المدني والإثبات الجزائي فالشهادة تعد احدى وسائل الاثبات التي يمكن للقاضي الاستناد اليها في الحكم في النزاع وان مناط الشهادة بالمعاينة والإطلاع والعلم. وذكر الدكتور الرحو أن أخوة يوسف عليه السلام استخدموا الحيل والغش عندما جاءوا بقميص فيه دم كذب ولا شك ان التشريعات الوضعية انتبهت لمثل تلك القرآئن غير المشروعة والحيل والخداع وتشددت في قوانينها. كما وفي الختام تحدث الدكتور الرحو أن القران الكريم أقر مبدأ الشورى في قول الملك في قوله تعالى(يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) آية 43 , وغيرها الكثير من القوانين الخاصة بالتبني والقواعد الجزائية التي جاءت في سورة يوسف فقد جاء في الآيتين الثامنة والتاسعة ارساء قواعد جريمة الاتفاق الجنائي التي تبنى وتتم على اتفاق اكثر من شخص على ارتكاب فعل مخالف للقانون وان هذه الجريمة تعد مرتكبة حتى ولو لم يتم تنفيذ الفعل المتفق عليه.