فيلم سعودي عن حقوق المرأة

| طارق البحار من مصر

لا يحلو مهرجان سينمائي الا بوجود فيلم سعودي فيه، خصوصا بعد النجاحات السينمائية التي تمر بها المملكة اليوم، والتقديم الفني هناك فتتجه الانظار اليها مع كل فيلم او عمل سينمائي، وضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المقام حاليا بنجاح في مصر حاليا عرض فيلم “عمرة والعرس الثاني” في دورته الـ40، بحضور سفير خادم الحرمين  الشريفين لدى جمهورية مصر العربية المندوب الدائم للمملكة لدى جامعة الدول العربية أسامة بن أحمد نقلي، عرض الفيلم السعودي “عمرة والعرس الثاني” بالمسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية، والذي شهد حضورًا لافتًا من جانب الطلبة السعوديين ولجنة تحكيم المهرجان وعدد من الجماهير، وذلك في بداية فعاليات مسابقة السينما العربية.

والتقى السفير نقلي في دار الأوبرا المصرية بالمخرج السعودي محمود صباغ وطاقم العمل من ممثلين وفنيين وحثهم على نقل الصورة الحقيقية عن الفن السعودي الأصيل.

وتدور أحداث الفيلم حول ربّة منزل في الرابعة والأربعين من عمرها، تعيش مع زوجها المتقاعد حياة طبيعية، إلى أن تكتشف أنه ينوي الزواج من فتاة شابة، فيؤدي ذلك إلى تحول كبير في حياتها التي بدأت في التفكك، ثم توالت الأحداث في إطار رؤية سينمائية تستعرض الكثير من تفاصيل الحياة اليومية في المجتمع السعودي. فيلم “عمرة والعرس الثاني” من إخراج السعودي محمود صبّاغ الذي يعود لانتقاد السلبيات الاجتماعية في إطار يمزج بين الواقع والفانتازيا لكنه هذه المرة يسلط الضوء على المرأة السعودية وشؤونها.

وقال في مناقشة عامة بعد عرضه بالمهرجان: “موضوع الفيلم موضوع جاد، اخترت فكرة الذكورية أو الذكورية الاجتماعية، وناقشنا سوء التعامل مع المرأة وحقوقها، وحاولت أن أكشف كل من حاول خدمة عمرة أو اعتقد أنه يحاول انتشالها من عثرتها سواء رجل الدين التقليدي أو المرأة المتحررة المشهورة بوسائل التواصل الاجتماعي أو الرجل الليبرالي أو الناشطات الحقوقيات، جميعهم حاول استغلالها أكثر من خدمتها”. ورغم تقديمه لنموذج المرأة المقهورة في المجتمع السعودي والنماذج السلبية المحيطة بها فإن مخرج الفيلم أكد حصول العمل على كافة التصريحات الرسمية بالتصوير من السلطات المحلية. وقال صباغ “أغلب الممثلين ليسوا محترفين، خضنا تدريبات قبل التصوير لأكثر من 4 أو 5 أشهر تقريبا. هذا أول عمل لشيماء”.

واكد المخرج أن “الفيلم تمت الموافقة عليه من الرقابة السعودية، عندنا مرحلتين للرقابة، الأولى تمنح التصريح بالتصوير بينما تمنح الثانية التصريح بالعرض، وقد اجتزنا المرحلة الأولى وخرج الفيلم للنور أما مسألة عرضه فربما يوضع له تصنيف عمري كبير أو حتى تقتطع بعض المشاهد.. لا أدري”.  فيلم “عمرة والعرس الثاني” بطولة الشيماء طيب ومحمد الحمدان وخيرية نظمي. وشارك الفيلم في أكتوبر الماضي في مهرجان لندن السينمائي الدولي، كعرض عالمي أول، وسط احتفاء جماهيري ونقدي، بحضور جماهيري كبير بسينما فيو بوسط لندن.

 

“الملائكة صنعت من نور”

أقيمت ضمن ندوات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مؤخرا ندوة للفيلم الأمريكي “الملائكة صنعت من نور”، ضمن فعاليات الدورة الأربعين بمسرح الهناجر بدار الاوبرا المصرية. “الملائكة صُنعت من الضوء” من تأليف واخراج جايمس لونجلي ويحكي الفيلم عن الطلاب والمدرسين الأفغان الذين ما زالوا يتأثرون بالاضطرابات الوطنية في البلاد، وقال مخرج العمل في الندوة: “ لن اركز بصورة ما على نقل صورة افغانستان اليوم بمشاكلها والحلول المقترحة او التي اتمناها، بل كان هدفي من عمل الفيلم نقل افغانستان الحقيقة للعالم وللغرب تحديدا، خاصة ان الجيش الأميركي يحارب هناك ويتم ارسال عدد كبير من الجنود هناك بدون تقديم صور حقيقية لما يجري هناك وبدون معلومات او رؤية عن ما يحصل هناك بشكل كامل، فالفكرة هي تقديم الصورة الكاملة والحقيقية، ولم ابدا اقصد من خلال الاحداث تشويه الاسلام بأي صورة من الصور، فالفيلم يتناول شخص صوفي يتحدث عن كيف يرى الشيعة هناك المظاهر الحسينية، واختلافهم مع الصوفيين، ولكن رغم اختلاف الطوائف في افغانستان الا انهم واحد ووجهة النظر لديهم هي التعايش فقط لا غير”.