ومضة قلم

احذروا انتخابهم ثانية

| محمد المحفوظ

تلقى المواطنون خلال الأيام الفائتة عشرات بل مئات الرسائل عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مجموعة من النواب، يدعونهم إلى “دعمهم” في الترشح والفوز بفترة نيابية جديدة، وليسمح لنا هؤلاء النواب أن نكون صريحين معهم، فقبل أن تطلبوا دعم المواطن لماذا لم تسألوا عن هذا المواطن طوال السنوات الأربع المنقضية؟ إنّ هذا الإنسان البسيط يشعر أنّ أربع سنوات من عمره سرقت! وأنه كان خارج دائرة اهتمامكم، كان يبذل ما في وسعه ليجد فرصة التواصل معكم لكنه لم يجد سوى التجاهل وكان يأمل أن يحظى ولو بجلسة واحدة في الشهر كما تعهدتم إبان حملاتكم الانتخابية، لكن آماله تلاشت وأحلامه تحطمت، لو حققتم تواصلا من أي نوع مع المواطن فإنه كان من الممكن أن يطرأ تحسن على أوضاعه، نقول ربما، لكن للأسف هذا لم يحدث، لذا فإن مطالبتكم بالدعم في هذا الوقت تبدو مستغربة وغير واقعية على الإطلاق وتفتقر المنطق.

أحد المواطنين عبّر لي عن حزنه وأسفه لأنه كما قال منح صوته لمن لا يستحق باختياره المرشح غير المناسب، وقال لابد من وقفة مصارحة مع الذات لتقييم أوضاعنا وإعادة النظر في المعايير التي على ضوئها وقع اختيارنا عليهم. إنّ أكبر أخطائنا - طبقا لقوله – أننا لم نكن ندرك أنّ الكلام الذي يطلق من على المنابر شيء وأنّ الواقع شيء آخر.

 

عندما كان المترشحون يقفون أمام ناخبيهم معلنين استعدادهم لخدمتهم بكل ما يملكون، كنت وآخرين نتساءل بدهشة لماذا لا يكشف هؤلاء عن وجوههم الطبيعية، ولماذا لا يتكلمون بأصواتهم الحقيقية؟ لماذا يستعيرون لغة أخرى؟ واليوم ونحن نقترب من الانتخابات، السؤال لدى الجميع هو هل هناك ما يجعلنا نتفاءل بأنّ المترشحين الجدد يختلفون عن سابقيهم؟ وأنهم لن يكونوا نسخا مكررة عنهم؟