طعنه مرتين بسكين...

الطبيب النفسي : “قاتل والده” له تاريخ طويل بالتعاطي

| البلاد - عباس إبراهيم

تسلمت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى التقرير الطبي النفسي الخاص بالشاب “31 عامًا - ميكانيكي” قاتل والده “59 عامًا”، حال كونه متعاطيًا للمواد المخدرة، بعدما طعنه مرتين باستعمال سكين في منزله بمنطقة قلالي.

وورد في التقرير المذكور أن المتهم مسؤول عن تصرفاته كما أنه يعاني من إدمان المواد المخدرة، إذ أنه يحمل تاريخًا طويلاً في تعاطي المخدرات بأنواعها.

وقرّرت المحكمة إرجاء النظر في القضية حتى جلسة يوم 11 سبتمبر القادم، وذلك للتصريح بصورة من التقرير الطبي الخاص بالمتهم لوكيله، كما أمرت باستمرار حبسه لحين الجلسة القادمة.

وجاء في التقرير المشار إليها والوارد من مستشفى الطب النفسي أن المتهم لم تظهر عليه أي اعتقادات خاطئة أو هلاوس سمعية، كما أنه لا توجد به أية أعراض عضوية، لكنه يعاني من الإدمان على المواد المخدرة، إذ أنه أحد المرضى المتابعين لدى وحدة المؤيد لعلاج وتأهيل مدمني الكحول والمخدرات، ويتابع لدى العيادات الخارجية كونه يحمل تاريخًا طويلاً في مجال تعاطي المواد المخدرة بأنواعها، وانتهى التقرير إلى أن المتهم مسؤول عن تصرفاته وكينونة أفعاله.

وكانت أحالت النيابة العامة الشاب للمحاكمة بعدما أسندت إليه تهمة أنه بتاريخ 21 نوفمبر 2017، أولا: قتل عمدًا المجني عليه (والده) بأن وجه له طعنتين في جسده، قاصدًا من ذلك إزهاق روحه، فأحدث به الإصابات الموصوفة بالتقرير الطبي التي أودت بحياته.

ثانيًا: حاز وأحرز بقصد التعاطي مادة “الكودايين” المخدرة وكذلك مؤثرًا عقليًّا في غير الأحوال المرخص بها قانونًا.

وتعود التفاصيل إلى ما أبلغت به ابنة المجني عليه الشرطة، التي قالت إن شقيقها ووالدها تشاجرا في المنزل، وأن المشاجرة انتهت بعدما قام شقيقها بتوجيه طعنة إلى صدر والدها، وأنه بعدما طلبت الإسعاف لوالدها لمداركته بالعلاج اللازم في المستشفى إلا أنه وخلال ساعة واحدة من وصولة توفي في المستشفى.

وثبت من خلال تقرير الطبيب الشرعي أن الطعنه التي تلقاها الأب المجني عليه، نفذت إلى أسفل أحد الأضلاع واستقرت في رئته، ما تسببت بنزيف داخلي أدى إلى وفاته.

وبالتحقيق مع الابن الجاني اعترف بما نسب إليه، وقرّر أنه وحال كونه بحالة غير طبيعية، إذ أنه مدمن على مادة “الستوب” من قرابة الخمس سنوات، إلا أنه لم يكن يقصد قتل والده، بالإضافة إلى أنه يتعالج من إدمانه على هذه المادة في الطب النفسي، كما وتصرف له الأدوية اللازمة لمعالجته من الإدمان عليها.

وقرر أيضًا أنه في يوم الواقعة ونتيجة إلى كونه متعاطيًا لتلك المادة المخدرة المذكورة، فإنه لم يكن قادرًا على سماع لوم والده له بعدما خرج من غرفته وهو في حالة تخدير من تلك المادة، كما أنه ادعى أن والده وجه له ألفاظًا لا يقبلها كون أن المجني عليه كان في حالة سكر بذلك الحين.

وأضاف أن شقيقه كان يقف وراء والده ويستفزه بواسطة ابتساماته وإخراج لسانه عليه، وحينها فقد السيطرة على أفعاله ودفع والده فما كان من شقيقه إلا أن تدخل للدفاع عن والدهما.

وأفاد بأنه وعقب ذلك الموقف توجّه إلى المطبخ ليجلب علبة فلفل مطحون خاصة بالطبخ، التي رماها ناحية والده إلا أنها لم تصبه، فرجع مجددًا للمطبخ لكنه عاد هذه المرة وهو يحمل عدد اثنتين من السكاكين الصغيرة الحجم، والمخصصتين لتقطيع الفواكه والخضروات، وأمسكهما بواسطة يد واحدة بحيث كانت إحداهما متقدمة على الأخرى، فلحق بشقيقه الذي استفزه وهو يلوّح بتلك السكينين، إلا أن والده اعترض طريقه وتفاجأ بأنهما انغرستا في صدر والده فسحبها على الفور، كما وجّه مرة أخرى ضربة ثانية قاصدًا شقيقه مجددًا إلا أن من تعرّض عليها ثانية هو والده ولكنها كانت في ظهره هذه المرة، وعبّر الشاب عن ندمه عما اقترفته يداه، وأنه يطلب من عائلته أن تسامحه.

يذكر أن وكيل النائب العام بنيابة الأسرة والطفل حمد القلاف، صرّح في وقت سابق من شهر أكتوبر 2017، بأن النيابة العامة تلقت إخطارًا من مركز شرطة سماهيج بورود بلاغ لغرفة العمليات الرئيسية، مفاده قيام شخص “31 سنة” بالاعتداء على والده “59 سنة” بواسطة سكين، مما سبب له طعنتين إحداهما في الصدر والأخرى في الظهر، وأنه فارق الحياة بعد أن تم نقله إلى مستشفى الملك حمد.

وعليه، بادرت النيابة العامة فورًا بمباشرة التحقيق في الواقعة بالانتقال إلى مستشفى الملك حمد ومعاينة جثة المتوفى وندبت الطبيب الشرعي للكشف على الجثة لبيان سبب الوفاة، الذي انتهى إلى أن سبب الوفاة جرح نافذ في الصدر، ومن ثم انتقلت إلى مسرح الجريمة وانتدبت خبراء الأدلة المادية لرفع الآثار التي تفيد التحقيق. واستكملت النيابة العامة التحقيقات بسماع أقوال الشهود واستجواب المتهم الذي اعترف بقيامه بتسديد الطعنات إلى المجني عليه وعمل الدلالة التصويرية الخاصة بالواقعة رفقة المتهم، ووجهت له النيابة العامة تهمة القتل العمد.