سوالف

لماذا ستفشل الجمعيات الدينية في سباق الانتخابات

| أسامة الماجد

أول ما نراه عند تمحيص خط سير الجمعيات الدينية هو أنها جعلت نفسها وصية على الشعب ومشرعة ومنفذة في آن واحد، إضافة إلى ممارستها كل أشكال الضغط على الناخبين الذين يؤمنون بها بأقسى صورة يتخيلها العقل، ولنا في سباق الانتخابات النيابية والبلدية السابقة أمثلة كثيرة على تسلط تلك الجمعيات والبحث عن امتيازاتها ومصالحها وابتعادها عن روح الديمقراطية الحقة والمساهمة الفعلية والملموسة في خدمة المواطن، فكل مترشح من هذه الجمعيات يتلقى الخطة كاملة جاهزة من المطبخ الكبير، وما عليه إلا أن يقبل بما يقال له دون اعتراض أو مناقشة، وإن حاول المترشح العمل خدمة لمصالحه الفردية وأراد التمرد على الخطة الموضوعة له يبعدونه عن “الكتلة” بشكل سريع ويستبدلونه بآخر ويقدمونه للناس بشكل تدريجي لا يمكن تصوره.

البحث عن المصالح والامتيازات حقيقة واقعية للجمعيات الدينية، والأخطار الحقيقية التي تهدد العمل البرلماني تمكنها من الوصول وإفساح المجال لمرشحيها لتولي مناصب في مختلف اللجان البرلمانية التي يتم تشكيلها بعد ذلك، فعندما تصل الجمعيات الدينية إلى قبة البرلمان فذلك يعني أنها تعيش أزهى عصورها، ولكن كلنا ثقة أن المواطن سيكون عنده حسن الاختيار وسيرسم لنا لوحة بارعة عن صورة ومظهر المرشحين الإسلاميين المنتمين للجمعيات الإسلامية بخسارتهم الفادحة وكشف السياسات الماكرة التي يستخدمونها، لأن الحقيقة انفجرت أمامه – أي المواطن – وعرف كيف تجري الأمور ومن الذي يعمل من أجله ومن يعمل لمصالحه ومصالح جمعيته وكيانه، لقد كان تيار السيل الجارف المجنون من البحث والركض وراء المصالح واضحا في الفصول التشريعية السابقة، فالأخبار والطرائف مازالت موجودة في أرشيف الصحف المحلية ومن يرغب في الفائدة والمتعة عليه الرجوع إليه.

لكل بداية نهاية، ونهاية الضحك على الناخبين وخداعهم بالشعارات الإسلامية والدينية ورجم الشيطان جاءت بعد طول صمت من الناس، فمن يضع المتفجرات تحت الأخلاق الفاضلة لن ينجح أبدا، ومن هنا أقول إن الجمعيات الدينية ستفشل في سباق الانتخابات، ولنا لقاء في ذلك اليوم.