“النيابة” تطعن في تبرئة 5 وتطالب بتشديد العقوبة الصادرة بحق 7 متهمين

“العليا العسكرية” تؤجل قضية محاولة اغتيال القائد العام لجلسة 14 يناير

| البلاد - إبراهيم النهام

قررت محكمة الاستئناف العليا العسكرية أمس تأجيل القضية المتعلقة بالمدانين بتشكيل خلية إرهابية والشروع في محاولة اغتيال القائد العام لقوة دفاع البحرين، وأعمال إرهابية أخرى لجلسة 14 يناير الجاري؛ لندب محامٍ لأحد المتهمين وإعلان آخر، وسمحت لأسرهم بمقابلتهم في نهاية الجلسة.

وكانت المحكمة قد نظرت بالطعون المقدمة من المدانين، والتي تضم 18 متهما، منهم 8 هاربون، حيث طعن المدانون الـ 7 الحاضرون على الحكم، بينما طعنت النيابة العامة على تبرئة 5 والعقوبات الصادرة بحق 7 آخرين مطالبة بتشديد العقوبة، وقررت المحكمة تأجيل القضية لجلسة 14 يناير الجاري؛ لندب محامٍ لأحد المتهمين وإعلان آخر، وسمحت لأسرهم بمقابلتهم في نهاية الجلسة.

وحضر 7 منهم الجلسة، وسأل أحدهم المحكمة عما إذا كان بإمكانه توكيل محامين للدفاع عنه، فأكدت له المحكمة أنه يحق له توكيل أي عدد من المحامين، بينما طلب والد أحد المتهمين إعادة انتداب محام لابنه من جانب وزارة العدل، كما حدث في المحاكمة الأولى، وطلب الدفاع الحاضر نسخة من حكم أول درجة، وفي نهاية الجلسة سمحت المحكمة لأهالي المدانين بالالتقاء معهم.

تاريخ القضيـــة.. تخابـــــر وإرهـــاب منظــــم وتآمر مـــن الخـــارج

بدأت حيثيات القضية العام 2016، حيث وردت معلومات للأجهزة الأمنية المختصة بمكافحة الإرهاب عن وجود خلية إرهابية تخطط لعمل إرهابي كبير، فبدأت التحريات المكثفة للكشفت عن الخلية، والتي تبين أنه يتم تمويلها من عناصر إرهابية مقيمة في إيران والعراق، على رأسها المدعو مرتضى مجيد رمضان علوي (السندي) المحكوم في 9 قضايا إرهابية.

ومن بينها حكمان بالسجن المؤبد في قضيتي تخابر وتأسيس تنظيم إرهابي، والذي خطط لاغتيال القائد العام لقوة الدفاع، بمعاونة حبيب عبدالله حسن (الجمري)، وعلي أحمد خليفة (الكربابادي)، ويشترك في الخلية 18 متهما من المشاركين في أعمال إرهابية سابقة، وصدرت عليهم أحكام قضائية.

ورصدت استخبارات قوة دفاع البحرين، العناصر الإرهابية، وتم تحديد الأماكن التي يتلقون فيها تدريباتهم العسكرية، ومن بينها تدريبات على الرماية وأعمال التخريب، وأماكن إخفاء الأدوات وبعض الأسلحة، فتم القبض على 11 متهما، وتبين أن 8 آخرين هاربون.

دور إرهابي لقيادات “الوفاق” بزعزعة الأمن وتهديد السيادة

أقر المتهمون باعترافاتهم بأن الخلية تتكون من 4 مستويات، تبدأ بالقيادة وهم مرتضى السندي، وحبيب الجمري، ثم مجموعة الإعداد والتخطيط، وهما محمد كاظم محسن علي ناصر، والذي توفي أثناء قيامه بمهاجمة قوات الشرطة خلال قيامها بعملية تطهير الدراز في 24 مايو الماضي، حيث مثل حلقة وصل بين مرتضى السندي المتواجد في إيران، وحبيب الجمري المتواجد في العراق، فكلفه السندي بالتواصل مع محمد المتغوي (ثاني شخص في مجموعة الإعداد) والتخطيط لتجنيد عناصر إرهابية لتنفيذ عملية الاغتيال.

ويعتبر المتغوي من الأعضاء النشطين في جمعية الوفاق المنحلة، ومعروف بأنه قائد عملية الاغتيال بناء على التعليمات التي أرسلت له عن طريق مرتضى السندي من إيران وحبيب الجمري في العراق، وهو ممن أنشأوا وأداروا الخلية الإرهابية، كما أنه أمد الخلية بالأموال والأدوات اللازمة لتنفيذ العمليات المطلوبة منهم، ولديه أسبقيات عدة في قضايا التجمهر، والتعدي على رجال الشرطة.

وتتكون مجموعة التنفيذ الميدانية من السيد علوي حسين علوي عضو في جمعية الوفاق المنحلة، والذي يعد القائد الميداني، وممن أنشأوا وأداروا الخلية الإرهابية، وهو من كلفه المتهم الثاني فاضل السيد عباس باختيار المتهم الأول مبارك عادل لتنفيذ عملية الاغتيال، كما أنه من حرض المتهم الأول لتنفيذ العملية وأمده بهاتف وأموال لتنفيذها، كما شارك في أعمال التخريب والشغب ضد رجال الأمن، ولديه أسبقيات جنائية، وكذلك فاضل السيد عباس مسؤول التجنيد في الخلية الإرهابية، والذي اختار وجند المتهم الأول مبارك عادل، ويعتبر المتهم الأول بالقضية لتنفيذ عملية الاغتيال، حيث أوصل المتهم الأول بالمتهم الثالث، كما شارك في التدريبات مع تلك الخلية الإرهابية.

إرهـاب إيرانـي تقــوده طوابيـر الدم والبــارود

تشكلت مجموعة التدريب على الأعمال الإرهابية بقيادة محمد حسن المتغوي، والسيد علوي حسين علوي، وضمت 13 شخصا، وتم القبض على قائديها و8 آخرين، فيما بقي 5 هاربين، حيث تبين أن بعض المتهمين ينتمون إلى تنظيمات إرهابية كـ “خلايا الاشتر”، و”خلايا المختار”، فيما أظهرت صحيفة أسبقيات المتهم الثاني عشر محمد يوسف مرهون العجمي وشهرته “دعبس” أن عليه أحكاما بالسجن تصل إلى 124 سنة، وبلغت الأحكام الصادرة على المتهم رامي علي أحمد الأريش الهارب 46 سنة.

وأصدرت المحكمة العسكرية بإجماع الآراء حكما بالإعدام والسجن 15 سنة، وإسقاط الجنسية البحرينية عن 6 متهمين، وبالسجن 7 سنوات على 7 آخرين مع إسقاط جنسيتهم البحرينية، فيما قضت المحكمة ببراءة 5 متهمين.

عمليات التجنيد ترتكز على شراء الذمم

استهدف أعضاء الخلية في البداية ضم أحد المتهمين لاستغلاله في القيام بمحاولة اغتيال القائد العام لقوة دفاع البحرين، وهو الجندي مبارك عادل مبارك مهنا، ووقع عليه الاختيار؛ كونه أنهى تدريبه العسكري منذ 5 أشهر فقط، ولأنه من متعاطي المخدرات التي كانت المدخل الأول لاستقطابه، ومن بعدها النساء والمال، وقد نجحوا في إقناعه بالقيام بالمهمة باستخدام سلاحه العسكري، وعلى الانخراط في تدريبات عسكرية لأعضاء الخلية الإرهابية.

وكان المذكور يتقاضى مبالغ مالية عن كل تدريب يحضره، ووصل الأمر به إلى حد مشاركته في أعمال التظاهر والشغب ضد رجال الشرطة وكذلك الفعاليات الدينية ومواكب العزاء، ووعدوه بمنحه 100 ألف دينار، في حال نجاحه في تنفيذ العملية سواء باغتيال القائد العام أو حتى إصابته، وبدأ بالفعل في مراحل التنفيذ بعد استلامه ألف دينار وهاتفين استلمهما من المتهم سيد علوي حسين علوي.