أطروحة علمية بجامعة البحرين تبحث الصورة الشعرية عند غازي القصيبي

الباحث العمران: القصيبي أجاد الرسم بالكلمات وتوظيف الصور فنياً

أكدت أطروحة علمية في جامعة البحرين أن غازي القصيبي من الأدباء الذين أجادوا الرسم بالكلمات، ووظّفوا الصورة بشكلٍ فنيٍّ في شعرهم.

وقدم الأطروحة مؤخراً الطالب في برنامج ماجستير اللغة العربية بالجامعة أسعد عمران العمران، استكمالاً لمتطلبات نيل درجة الماجستير، ووسمت الأطروحة بعنوان: "الصورة الشعرية في شعر غازي القصيبي".

واستعرضت الدراسة ملامح تجربة غازي القصيبي الشعرية، وأثرها في تحول الصورة عبر مراحل هذه التجربة، بدءاً بالصورة الوجدانية، ووقوفاً على الصورة الرؤيويّة، وانتهاءً بالصورة الدّراميّة.

ووظف الباحث المنهج الأسلوبي لتناول هذه الدراسة، مشيراً إلى أن هذا المنهج يتيح للدّارس مستوياتِ تحليلٍ مختلفة.

وناقشت الباحث في أطروحته، لجنة امتحان تكونت من: أستاذ النقد الأدبي الحديث في جامعة البحرين الأستاذ الدكتور إبراهيم عبدالله غلوم مشرفاً، وأستاذ النقد الأدبي الحديث في جامعة الملك سعود في المملكة العربية السعودية الأستاذ الدكتور صالح زياد الغامدي ممتحناً خارجياً، وأستاذ النقد الأدبي الحديث في جامعة البحرين الأستاذ الدكتور أحمد محمد ويس ممتحناً داخلياً.

وقال العمران: "تبدأُ الأطروحة بدراسة أنظمة الأبنية والأشكال، وتنتهي بدراسة المعنى بصفته مكوّنا أساسياً من مكونات النص، وتقف على الظواهر الأسلوبية المرتبطة بتشكيل الصورة، وتطبيق معاييرها، وركائزها في شعر القصيبي، وبيان مدى ارتباطها بالجوانب النفسيّة والوجدانيّة في تطور الصورة عنده".

وأضاف: "طبّق البحث دراسة الصورة على المجموعة الشعرية الكاملة، لأنّها المرحلة التي تنوّعت وتطوّرت فيها تجربة غازي الأديبّة إلى حدّ النضوج الأدبي، وتبدأ هذه المرحلة من عام 1958م وحتى عام 1978م، كما طبق البحث دراسة الصورة على ديوان سُحيم الذي شكّل نقلةً نوعية في تجسيد الصورة الدراميّة عند الشاعر".

وتابع الباحث العمران: "سعَت الدراسةُ إلى التعريف بالصورة الشّعريّة، وعرض المقاربات النقدية في العصرين القديم والحديث لمفهوم الصورة، وعرضِ مفهوم الصورة في الدراسات الأسلوبيّة الحديثة"، مشيراً إلى أن الدراسة تتبعت تطوّر الصورة وتحوّلاتها في شعر غازي القُصيبي، وهذا ما قام عليه الشق التطبيقي.

وتَناوَل الباحث الدراسة التطبيقيّة لمفهوم الصورة الوجدانية، كأوّل محطّة للتجربة الشعرية العاطفيّة عند غازي القصيبي، فبيّنَ أثر ملامح التجربة العاطفية في تكوين الصورة الوجدانيّة عند القصيبي، وذلك عبرَ اختيار نماذج من قصائد المجموعة الكاملة، وربطها بالملامح.

وفصّلَ الباحثُ التحليل في أهمّ بِنيَتين شكّلتا الصورة الوجدانية في شعر القصيبي، فكشفت الدراسة عن أبرز تجليات صورة غياب الأنثى، وأثرُها في الشاعر، من خلال محورين أساسيين، هما: الحُبّ والألم، والشعور بالظمأ.

وألقت الدّراسة الضوء على تحول الصورة عند غازي من الجانب الوجداني إلى الجانب الرؤيوي، حيثُ تمَّ الوقوفُ على ملامح الصورة الرؤيوية، وفَصّل الباحث تحليل أبرز بِنيَتين شكّلتا رؤية الشاعر للعالم والكون والحياة، وهما: المرأة الرمز، والمدينة الرمز.

وعُنيت الدراسة بعد ذلك بتحديد مفهوم الدراما، وأبرز ملامح الصورة الدرامية، والنّقلة النّوعية للقصيدة في إطارِها الحديث. وقدّمت الدراسة تحليلاً شاملاً للصورة الدرامية في قصيدة سُحيم للشاعر القصيبي، وبينت الدراسة كيفيّة تعامُل القصيبي مع رمزه الدرامي في النّص، والفكرة المُسقَطة عليه.

وتناول الباحث المشاهد التصويريّة في قصيدة سُحيم، ومشاهد حركة التوتّر في القصيدة وتأثيرها في دراميّة المشهد الشعري.