المنطقة مقبلة على متغيرات كبيرة وغير متوقعة

بن حويل لـ “البلاد”: جلالة الملك رجل حكيم ولديه نظرة عميقة في الشخصيات والدول

| محرر الشئون المحلية

الملف الأمني هو الأهم بهذه المرحلة الحرجة والحساسة

تنامي ملحوظ بالمشاريع التي تستهدف النيل من السعودية

الجيوش الإلكترونية تقود حرباً بالوكالة عن ايران وشراذمها

تفجير أنبوب النفط يؤكد أن البحرين تواجه حرباً إيرانية مفتوحة

 

وصف رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب عبدالله بن حويل خطاب جلالته الأخير، بمنهاج حياة، لبناء بحرين جديدة قوية، تقوم على سواعد أبنائها، وترنو لتطلعاتهم، وللرفاهية التي ينشدونها.

وأوضح بن حويل بحوار أجرته معه “البلاد” أن “جلالة الملك قائد حكيم، واع تماماً لما يجري في البحرين، وبالمنطقة ككل، ولدى جلالته نظره عميقة في الشخصيات، والدول، ونواياهم، وتطلعاتهم، وهي رؤية ثاقبة تقوم كدعامة من دعامات السياسية الوطنية والخارجية نفسها، وعيله فكل ما يصرح به جلالته –الآن ومن قبل- نابع من وجدان البحرين، وشعب البحرين نفسه”.

وبين بأن” المنطقة تمر بظروف حساسة وحرجة، أكثر من أي وقت مضى، ومن الأهمية الوقوف صفاً واحداً خلف القادة في كل القرارات التي يتخذونها ويسيرون من خلالها، والتي تستند على تقارير أمنية، ومعلومات استخباراتية دقيقة، وغير ذلك، فالوضع حساس وشديد الخطورة، والمنطقة مقبلة على متغيرات كبيرة، وغير متوقعة”. وفيما يلي نص اللقاء.

 

في ظل المتغيرات السياسية والأمنية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، كيف تقرأها؟

المنطقة العربية كانت ستظل تحت دائرة النيل والاستهداف، سواء من القوى الإقليمية المصدرة للأزمات، وأعني إيران، أو القوى العظمى التي تدير الصراعات من خلف الكواليس، وهي تتربص بثرواتنا ومقدراتنا، بجشع ومقت نعرفهما جيداً.

والقادة يعون ما يحاك لأوطانهم جيداً، بدءا من العدو الفارسي، وما الذي يريده، وينشدونه، من تدخلاتهم التاريخية بالبحرين، والكويت، والسعودية، مروراً ببقية الدول الطامعة الأخرى.

لكن المطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى، هو الوقوف صفاً واحداً خلف القادة في كل القرارات التي يتخذونها ويسيرون من خلالها، والتي تستند على تقارير أمنية، ومعلومات استخباراتية دقيقة، وغير ذلك، فالوضع حساس وشديد الخطورة، والمنطقة مقبلة على متغيرات كبيرة، وغير متوقعة.

كما أن هنالك تنامياً ملحوظاً بالمشاريع المستهدفة للمملكة العربية السعودية والتي ترى قوى الاستكبار العالمي بها عثرة رئيسية لتمرير مشاريعها الاستعمارية الجديدة بالمنطقة، وعليه فإشكاليتنا الحقيقية ليست مع الشراذم الحوثية والإيرانية فقط، بل بمن يقف خلفهم، ويساندهم.

 

يلاحظ بأن هنالك تردداً من قبل البعض فيما يخص الملفات السياسية بالمنطقة؟ وبأن هنالك جدلا وتذمرا من على الأوضاع القائمة، والتشكيك بقرارات الحكومات والقادة، فما رأيك؟

نحتاج لتشريعات صارمة فيما يخص الجيوش الإلكترونية والتي تقود حرباً بالوكالة عن ايران وبقية الدول الأخرى الحاقدة، لتفتيت الشارع العربي، وبث الفرقة بين أبنائه، وتأليبهم على أخوانهم وجيرانهم وأصدقائهم، وبنوايا تتعدى تفتيت المشروع النهضوي للوحدة الخليجية الشاملة، إلى الوحدة العربية نفسها. ونحن لا نقبل مزايدة قط على أوطاننا، ولا نقبل التلكؤ في أي قرارات يمضي بها القادة والحكام، فهذا التزام ديني وشرعي، قبل أن يكون أخلاقي أو ووطني، ومما أراه، فإن البعض لا يزال يسيرون خلف الإشاعات والتحريضات التي تقودها الجرذان الإليكترونية،  تلبية لسادتها، وأرباب عملهـا، وموكليها، وعليه فأي أمر يتخطى الخط السيادي لأوطاننا فهو خط أحمر، وكل من يخالف الحكام وأولياء الأمر بأي موقف سياسي واستراتيجي، عليه أن يبحث عن وطن آخر.

كيف تقرأ خطاب جلالة الملك الأخير؟

جلالة الملك قائد حكيم، واع تماماً لما يجري في البحرين، وبالمنطقة ككل، ولدى جلالته نظرة عميقة في الشخصيات، والدول، ونواياهم، وتطلعاتهم، وهي رؤية ثاقبة تقوم كدعامة من دعامات السياسية الوطنية والخارجية نفسها، وعيله فكل ما يصرح به جلالته –الآن ومن قبل- نابع من وجدان البحرين، وشعب البحرين نفسه، فهو حاكم عادل ينطق بصوت المواطن، ويعبر عن خلجاته، ويهتم بتحقيق أمانيه، ومساعيه، وآماله. وخطاب جلالته الأخير، والذي أيدته بتصريح صحافي، وبسلسلة من التغريدات، يجسد الخط والمسار الوطني المطلوب، وهو الخط الآمن لنا جميعاً، فالأمن هو الركيزة الأولى التي تقوم عليها كل المكتسبات النهضوية الأخرى، والمطلوب اليوم من القوى الوطنية كافة، هو السير من خلال هذا المسار كمنهاج حياه، لبناء بحرين جديدة قوية، تقوم على سواعد أبنائها، وترنو لتطلعاتهم، وللرفاهية التي ينشدونها.

الا ترى أن الشباب البحريني بحاجة لمزيد من الاهتمام والرعاية بمشاريع وطنية شاملة ومتنوعة؟

الشباب البحريني بخير في ظل وجود قيادتنا الحكيمة، والتي تقدم كل اليوم التسهيلات المتنوعة والقوانين المرنة التي تحتضن الشباب، وتساعدهم على اطلاق ابداعاتهم عالياً، وبما فيه من نفع لهم ولبلادهم. ولي أن أشير بأن الرجل “المعجزة” وأعني به سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة يمثل بذاته مساراً وطنياً للشباب البحريني، فسموه يقدم عبر يومياته الشخصية والرياضية والسياسية والخيرية مسار حقيقي لبناء حياة متكاملة الأركان للشباب، وتوجيههم على خلق التغيير الإيجابي والبناء، والذي يبدأ من الداخل قبل أي مكان آخر.

أضف أن سموه ومن خلال الفعاليات الرياضية الكبرى التي يشارك بها بمختلف أرجاء الأرض، أسهم برفع علم البحرين عالياً، وأوصل سمعة البلد لتحلق إلى عنان السماء، وبدور يناط بالشباب البحريني القيام به، وبمحافل عديدة تتعدى الرياضية ولتصل لكل جوانب الحياه الأخرى. أن الشخصية الاستثنائية التي يخرج سموه بها للعامة بين الحين والآخر، لتمثل فخراً لنا بأن البحرين ولاده، وبأنها بخير برجال ديدنهم بناء البلد، وتحقيق الرضا والنفع لأهل البلد.

أكدت بجلسة النواب الأخيرة على أهمية “الأمن” كمتطلب استراتيجي للبلد، إلا تعتقد بأن الأمن يرتبط بشكل مباشر بالمعيشة نفسها، واستقرارها؟

جهود حكومة البحرين تحت رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة في بناء الاقتصاد الوطني، مشهود بها ومنذ سنوات طويلة، ونظراً لحنكة هذه السياسية التراكمية، أصبحت المملكة واحة خصبة لاستقطاب المصارف والبنوك والشركات الأجنبية، وإقامة المعارض، والمؤتمرات، والمجمعات التجارية، واليوم تتطور البحرين لأن تصبح مركزاً إقليميا للجامعات، وللعلاج، وللشركات الصناعية الكبرى.

وسموه، يقدم للبحرين مدرسة حياه متكاملة، من خلال تصريحاته وتوجيهاته المستمرة للحكومة، ولوزرائها، ومسؤوليها، وذلك للنظر بشؤون الناس، واحتياجاتهم، وأهمية النزول لهم، والتواصل معهم، ولكن هل تجاوبهم بمستوى الرضا المطلوب؟ هذا هو السؤال، بل وهل هنالك محاسبة لأي تلكؤ وتباطؤ بتنفيذ هذه التوجيهات؟

من جانب آخر، فإن التحديات الإقليمية لم تكن لتترك البحرين بحالها قط، فأحداث 2011 أضرت بالاقتصاد الوطني ضرراً كبيراً، ما زلنا نعاني منه حتى اللحظة، كما أن الأحداث الإرهابية التي تستهدف رجال الأمن، والمصالح العامة، لا يمكن التقليل من شأنها في احداث الضرر تلو الضرر بالاقتصاد، ناهيك عن بقية التحديات الأخرى.

من الأهمية أيضاً، الأخذ بعين الاعتبار الملاحظات والتوصيات الواردة بتقرير ديوان الرقابة المالية، ومحاسبة المفسدين الذين تطول أيديهم المال العام، والكشف عنهم للرأي العام، وفضحهم، حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه خيانة الأمانة، وسرقة مال غيره.

هي بواقع الأمر حلقه متصلة، تبدأ بالأمن، مروراً بمعالجة الفساد، ووصولاً لتمكين الشباب البحريني من تبوء المناصب التي يستحقها، وإحلالهم وبشكل مرضي بمكان الأجنبي، خصوصاً بالوظائف القيادية، والاستراتيجية، حينها فقط سيكون الحال مغايراً.

كنت من الموافقين على مشروع الضريبة الانتقائية، الا ترى أن قبولك يتعارض مع إرادة الناس؟

الضرائب عموماً هو مشروع اتفقت عليه دول مجلس التعاون الخليجي ككل، والبحرين جزء من هذا المشروع، وقبولي بقانون الضريبة الانتقائية هو اختصاراً للوقت وللمجاملات، ناهيك أن السلع التي ستشملها الضريبة الانتقائية، سلع مضرة بالصحة العامة، كالدخان، مشروبات الطاقة، والمشروبات الغازية، وعليه فلا ضرر من تمريرها.

وشخصياً لم أكن من المتقبلين لهذا المشروع من ساعة الإعلان عنه، لأنه سيحمل المواطن المزيد من الأعباء المالية، في ظل ظروف اقتصادية صعبة، لكنني وكما أسلفت ذكراً، هو مشروع تم بالإقرار من قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وعليه فهو أمر محسوم.

كيف تقرأ التفجير الإرهابي الذي تعرض له أنبوب النفط بالقرب من قرية بوري؟

اعتداء آثم، يؤكد أن البحرين تواجه حرباً مفتوحة مع العصابات الموالية للعدو الإيراني، وهو أمر يتطلب منا جميعاً التكاتف لإفشال هذه المخططات الإجرامية التي تستهدف تركيع الاقتصاد الوطني، وتشويه سمعة البحرين الدولية.

التفجير يمثل ببساطة محاولة إيرانية جديدة لنقل الفوضى للبحرين، ولتشتيت الأنظار عما يجري في لبنان، وسوريا، وبقية الأراضي العربية التي تئن من التدخلات الفارسية المجرمة.

الى ذلك، أؤكد أن الدعم لوزارة الداخلية ولرجالاتها يجب أن يكون متسارعا من قبل كافة الجهات الوطنية، فالدور بهذا الجانب لا يقبل المزايدة، والبحرين فوق الجميع.