مورينيو يثير الجدل في الاختبار الأول

أثارت الخطة التي انتهجها جوزيه مورينيو أمام ليفربول في أول اختبار جدي لمانشستر يونايتد بالدوري الإنجليزي، الكثير من التساؤلات على قدرة الشياطين الحمر على المنافسة، هذا الموسم.

وكان مانشستر يونايتد، لعب بخطة دفاعية السبت ليفرض التعادل السلبي على ليفربول في المباراة التي جرت ضمن المرحلة الثامنة من البريمييرليج على ملعب الأنفيلد. جدول المباريات كان كريمًا مع يونايتد، ووفَّر له منافسين متوسطين في أول 7 مباريات واستغل فريق مورينيو ذلك فحقق 6 انتصارات، وسجَّل 21 هدفًا مقدمًا كرة قدم ممتعة. لكن في أول اختبار، ضد أحد "الستة الكبار"، تراجع يونايتد للدفاع تمامًا، وكان ذلك بكل وضوح وفقًا لتعليمات بعدم السماح لليفربول، بأي مساحة وتقييد تحركات مهاجميه. وربما يقدر المحللون، خطة مورينيو خاصة في ظل غياب بول بوجبا، ومروان فيلايني، ومايكل كاريك، عن وسط الملعب؛ بسبب الإصابة. كما كان اختيار آشلي يونج، على حساب خوان ماتا في الجناح الأيمن منطقيًا بالنظر لقدرات اللاعب الإنجليزي الدفاعية التي تتفوق على زميله الإسباني لكنه مع ذلك كان قرارًا اتخذه المدرب البرتغالي، بداعي الحذر.

وحتى في ظل هذه التشكيلة، ومع الوضع في الاعتبار الحاجة لتقليص المساحات أمام البرازيلي الموهوب فيليب كوتينيو لاعب وسط ليفربول، كان هناك بالتأكيد مجال للمزيد من المغامرة من جانب مورينيو. ولا يمكن انتقاد روميلو لوكاكو، مهاجم يونايتد على أدائه في المباراة، بعدما تركته الخطة معزولاً في الأمام. ولم يترك أنتوني مارسيال أثرًا كبيرًا في الجناح الأيسر، لكنه حصل على القليل من الدعم من الظهير الأيسر ماتيو دارميان. ولعب نيمانيا ماتيتش، وأندير هيريرا في مركز الوسط المدافع، لكن في غياب طاقة ومهارات بوجبا المصاب أمامهما، لم يصنع يونايتد الكثير من وسط الملعب.  وقام مورينيو بتحرك إيجابي فأشرك ماركوس راشفورد، وجيسي لينجارد، لضخ بعض السرعة في فريقه لكن مدرب يونايتد بدا وكأنَّه يرغب في الانتظار لمعرفة إن كان الألماني يورجن كلوب نظيره في ليفربول سيتخلى عن كل حذره في الدقائق الأخيرة. وقال مورينيو: "كنت أنتظر من يورجن التغيير واللعب بشكل هجومي أكبر، لكنه أبقى على 3 لاعبين أقوياء في وسط الملعب طيلة الوقت". وأضاف "عندما أشركت لينجارد، وراشفورد، كنت أنتظر منه أن يعطيني المزيد من المساحة للهجوم، لكنه لم يفعل ذلك".

وهذا تحليل عادل ودقيق من مورينيو، لكن هل هذه طريقة الأبطال في البحث عن النقاط الثلاث؟.. من الصعب تخيل بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي يسمح لمنافسيه بالتحكم في الأمور بهذه الطريقة. وسيتي هو في هذه اللحظة منافس يونايتد الرئيسي. والفريق الذي ينبغي عليه الفوز بكل مباراة يتطلع لفرض أسلوبه على منافسيه، والتحكم في إيقاع اللعب. وربما كان من الصعب جدًا على يونايتد تجربة هذا الأسلوب بإستاد أنفيلد، لكن هذا يرجح بأنَّه ربما ليس مستعدًا لجمع النقاط اللازمة خارج ملعبه، أمام الفرق الكبرى. والشهر المقبل، سيحل فريق مورينيو ضيفًا على تشيلسي، وفي ديسمبر/كانون الأول، سيخرج لمواجهة أرسنال ثم يستضيف سيتي بإستاد أولد ترافورد. وإذا أراد يونايتد الاقتراب من لقبه الـ21 في الدوري، فإنَّه سيحتاج لفعل المزيد من أجل إحباط منافسيه في هذه المباريات.