حسين السماهيجي: على المثقف العربي أن يكون واضحا وصارما

يرى الشاعر البحريني حسين السماهيجي أن على المثقف العربي أن يكون واضحاً وصارماً كذلك على المبدع عموماً أن يقف في الأمام دائماً، ويشير إلى المستقبل، محطّماً الخوف المصطنع الذي يفتعله بعض الأفكار، ومتجاوزاً الرموز التي تشكّل عائقاً بينه وبين الذهاب إلى المستقبل. حول رؤيته للواقع الأدبي وأعماله وحال الأدب في البحرين، كان الحوار التالي معه في موقع «الجريدة» الكويتي الإلكتروني: 

 

أخبرنا عن بداياتك في الكتابة والإبداع.

كانت أول كتابة في تجربتي تهجس بالتواصل مع التراث الشعري في رموزه المضيئة. لا أخفيك سرّاً بأنني كنت، وما زلت مع فارق التجربة الآن، شغوفاً حدّ الثمالة بالنتاج الجاهلي على نحو الخصوص، وكانت اللغة والصورة ضاريتين في سطوتهما على الكتابات الأولى. حتى مفهوم خلق العالَم، العالَم الموازي، بالنسبة إليّ كان خاضعاً للهيمنة ذاتها. على أنّ الفارق الحقيقي، في ما أرى، يتمثل في كون هذا الذي يحاول الكتابة حينَها إنما كان يفتّش عمّا يميّز تلك الذّات الشاعرة.

 

لماذا اخترت الشعر الصوفي تحديداً في أطروحة الدكتوراه الخاصة بك؟

في الواقع، اخترت الشعر العربي المعاصر الذي وظّف التراث الصوفي، وليس الشعر الصوفي بحد ذاته، واشتغلت في هذه الأطروحة لأنّها تمثِّل بالنسبة إلي هاجساً ذاتيّاً إضافةً إلى كونها متعلّقةً بالجانب الذي أحببته وشغفت به منذ الصغر. الحالة الصوفية متصلة بأرفع ما أنتجه التراث العربي الإسلامي، ووجدت من خلال متابعتي واستقصائي للنتاجات الشعرية المعاصرة والجوانب التي اتّصلت فيها بذلك التراث، أن ثمة مساحات لم تحظ بما يليق بها من اشتغال نقدي، ثمّ نظرت إلى هذا الاشتغال باعتباره جزءاً أساسيّاً من تجربتي الذاتية في الكتابة، ولم أنصرف إلى هذا البحث إلاّ عندما أحسست بأهميته بالنسبة إلي.

 

صدرت لك أعمال أخرى من بينها على سبيل المثال لا الحصر “ما لم يقله أبو طاهر القرمطي، والغربان، وامرأة أخرى، ونزوات شرقية”. حدثنا عنها وأي منها الأقرب إليك؟

لكل ديوان قصته الخاصة. أرى أنّها كلها متصلة بي، لذا لا يمكنني أن أفاضِل بينها. كان “ما لم يقله أبو طاهر القرمطي” سبيلاً لي لرؤية العالَم، وهكذا إلى أن أصل إلى “نزوات شرقية” التي أخذتني إلى لحظة جديدة في المعاينة والخلق.

 

 

ما رأيك في قصيدة النثر، إذ ثمة من يعتبرها مجرد خواطر شخصية، وماذا قدمت للشعر العربي؟

لا، بل هي نوع أدبي متفوّق، وأستلم مثل هذه المقارنات باعتبارها تضع فن الخاطرة في مرتبة أدنى من غيرها، وهذا ليس صحيحاً أصلاً، وليس هذا المقام مقام نقاش هذه القضية. أمّا قصيدة النثر فقدّمت الكثير والكثير للشعر العربي، ويكفي أنّها أخذت الكتابة الشعرية إلى التركيز على جوانب كانت مغيبة، وقدّمت لنا إنجازات على صعيد الرؤية والصورة مغايرة وتتسم بالمغامرة.

 

هل تظن أن الإشكالية في مصادمتها “قصيدة النثر” هي مجرد إشكالية مصطلح أم أنها أعمق من ذلك؟

بالنسبة إلي، غدت هذه المقولات ورائي، المهمّ النتاج الإبداعي الجميل والمغاير. لم أعد أهتمّ بالشكل أبداً، إلا ضمن نطاق الدرس والتحليل وبمقدار ما تعني الإضافة الجمالية. أرى أنّ كلّ الأنواع الكتابية لها مشروعيتها الإبداعية.

 

ما في أعمالك المقبلة؟

لدي مجموعة شعرية جديدة آمل بأن ترى النور قريباً، فضلاً عن تحقيق لديوان شعري لأحد شعراء البحرين المهمين.