بريد القراء

إهمال البيئة ليس مقبولا

هل تذكرون تلك النخيل والأشجار بعددها الكبير في البساتين وفي الشوارع؟ وهل تذكرون البلد صاحب المليون نخلة؟ إنها مملكة البحرين. 

في فترة الستينات النخيل كانت مزروعة في مناطق عديدة على مد البصر، وذلك الصوت من حركة الأشجار والنخيل وأصوات الطيور.. إلى أين ذهبت تلك الطيور المهاجرة وأين ذهب الجو النقي والأجواء الصحية والبيئة الحسنة التي كنا نستمتع بها؟ ذلك الزمن الجميل زمن الطيبين.. هل تذكرون شارع البديع وكثرة بساتينه؟ هل تذكرون عين عذاري كيف كانت تروي النخيل المنتشرة البعيدة قبل القريبة؟ إنها فعلاً ذكريات لا تنسى. 

ماذا حصل اليوم، هل هو تحديد نسل للنخيل؟ هل هو عقاب للمواطن أن يعيش في أجواء حارة بسبب الشاحنات على الطرقات وما تسببه من بيئة سيئة؟ لا نخيل، لا بيئة حسنة، لا طقس حسن. 

قديماً كانت درجة الحرارة مرتفعة وكنا نعيش من دون مكيفات ولكن بفضل الأشجار والنخيل كنا في نعيم. 

اليوم إعدام جماعي للنخيل والأشجار ومنعها من النمو، مناظر مؤلمة خصوصاً بين الشوارع، وحرمانها الماء وتقطيعها أو تقليمها إلى أحجام صغيرة، فهذا ليس عملا مقبولا. 

الطيور المهاجرة لم تعد ترغب إلى زيارتنا، نحن نحرمها من الزيارة بفعلنا هذا. 

هل تعلمون أن الشيخ زايد آل نهيان (طيب الله ثراه) زرع الصحراء ملأها بالنخيل والأشجار بأعداد لا تحصى بعد أن قيل له إنها عملية مستحيلة.. كانت خطوة جريئة وموفقة. 

وجاءت أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتحث المسلمين على الزراعة وبيان منافعها والحث على الغرس حتى في أصعب وأشد المواقف فقال: “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليفعل”، وذكر من الأجر والثواب للمزارعين ما لا يعلمه إلا الله، فقال “ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان إلا كان له به صدقة”، إلا أن حالنا اليوم لا نخيل ولا أشجار، ليس هناك بيئة حسنة ينعم بها المواطن. 

 

الناشط الاجتماعي

 صالح بن علي