انطلاق اليوم الدولي “لليوغا” والرعاية الصحية الشاملة بالبحرين لأول مرة

عبدالواحد: البحرين من الدول الرائدة في مكافحة الأمراض المزمنة

| بدور المالكي من سار

 

أنابت وزيرة الصحة فائقة الصالح، الوكيل المساعد للموارد البشرية والخدمات بوزارة الصحة فاطمة عبدالواحد، لافتتاح ندوة “اليوغا والرعاية الصحية الشاملة” التي أقيمت بمناسبة اليوم الدولي لليوغا، وبتنظيم من مركز كميز الطبي والسفارة الهندية في المملكة. وأشارت عبد الواحد إلى أن الأمم المتحدة كانت قد حددت 21 من يونيو من كل عام يومًا للاحتفال بهذه المناسبة، مبينة أن العالم قد شهد أول احتفال بهذا اليوم في العام 2015، وكان ذلك بهدف تعزيز نمط حياة الأفراد.

نهج شامل للصحة

وأكدت أن البحرين يسعدها أن تشارك دول العالم في احتفالها بهذا اليوم من خلال المشاركة في بالأنشطة ومنها مشاركة وزارة الصحة في هذه الندوة، مشيرة إلى أن اليوغا تعد جزءًا من الثقافة والمعرفة الهندية القديمة، وهي تجسد وحدة العقل والجسم وتعبر عن حالة الانسجام بين الإنسان والطبيعية، وهي النهج الشامل للصحة.

وأوضحت عبد الواحد أن مملكة البحرين تعد من دول المنطقة الرائدة في مكافحة الأمراض المزمنة، في ظل التزاماتها السياسية والشراكات المجتمعية ومساعيها للاستثمار في الموارد البشرية وتحقيق مستوى عال من الوعي المجتمعي بأهمية تعزيز الصحة، مشيرةً إلى أن جميع هذه الجهود قد ساهمت في الحد من الأمراض كما وعزّزت من مستوى صحة الأفراد.

وبينت أن منظمة الصحة العالمية عرّفت الصحة على أنها حالة من اكتمال السلامة البدنية والعقلية والاجتماعية والروحية وليس مجرد غياب المرض، وإنه علاوة على ذلك فإن جودة الحياة تعد حقّ كل إنسان يسعى الجميع لتحقيقها.

وأشارت إلى أن البحث العلمي في الصحة يجب أن يفحص العديد من المعتقدات والممارسات والتقاليد الثقافية التي تؤثر في الصحة، موضحة أن بعض المؤسسات الطبية حول العالم تستخدم نظرية الرعاية الصحية الشمولية والتكميلية التي تستخدم فيها علاجات الطب التقليدي الحديث، بالإضافة إلى علاجات الطب البديل يدًا بيد وذلك لسد الثغرات في علاج الأمراض المستعصية.

تحقيق التوازن بين العقل والجسم 

من جانبه، أعلن مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج العربي سمير الدرابيع في تصريحات لـ “البلاد”، عن أن تنظيم هذه الفعالية والتي تأتي بمشاركة متميزة من خبيرة “اليوغا” فاطمة المنصوري وعدد من الجمعيات التي تعمل وتهتم في مجال مساعدة أطفال التوحد ومتلازمة داون وذوي الاحتياجات الخاصة وعدد من المراكز الصحية، يأتي لتحقيق أهداف صحية وتوعوية شاملة.

وقال الدرابيع، إن التجمع ضم أكبر تجمع للجمعيات والمراكز الصحية المتخصصة في متابعة وعلاج مرضى التوحد ومتلازمة داون وذوي الاحتياجات الخاصة ومنظمات ومراكز مكافحة التبغ وغيرها، مضيفًا أنه تجمع صحي، وضم أيضًا مجموعة من المسؤولين من مختلف الوزارات والمنظمات، وتم فتح المجال أمام الحضور لممارسة فقرات من اليوغا وتمارين صحية وتقديم فحوصات طبية مجانية. 

وبيّن أن الاحتفال سلط الضوء على حقيقة أن اليوغا يمكن أن تسهم بطريقة شاملة لتحقيق التوازن بين العقل والجسم.

مؤكدًا أن اليوغا يمكن أن تقدم مساهمة مباشرة ومفيدة في التنمية المستدامة والانتقال نحو أنماط الحياة التي تنسجم مع الطبيعة، مبينًا أن الفعالية اليوم، والتي تنظم لأول مرة بالبحرين ستجمع جمهورًا مختلطًا وترسل رسالة مفادها أن أي نشاط مجتمع أو نشاط تنموي مستدام يجب ألا يترك أحدًا ويشمل الجميع دون تمييز.

التخلص من الضغوط والآلام

من جانب متصل، قالت فاطمة المنصوري في تصريحات لـ “البلاد” إن مهمتي نشر فوائد اليوغا وتقاسم المعرفة مع المجتمع، مضيفة منذ أن أعلنت الأمم المتحدة يوم اليوغا في عام 2014، كان تركيزي على تنظيم المؤتمرات الصحفية وإشراك الجميع من أجل خلق أقصى قدر من الوعي باليوغا وفوائدها وعلى مدى السنوات الماضية، نجحنا في تشكيل حركة واكتساب الاعتراف والدعم مبينة أن هذا العام سيكون الحدث موجهًا نحو إشراك المجتمع، جميع الأعمار، كل الفئات، فاليوغا للجميع.

وأوضحت المنصوري أن كثيرًا من أفراد المجتمع يهملون ممارسة الرياضة في خلال رمضان، وذلك بسبب تغيير الروتين والخوف من العطش والإجهاد والعطش، مردفة، لكن ممارسة النشاط البدني المناسب تمد الإنسان بالطاقة والحيوية والنشاط ولمن يخشى من الإجهاد والعطش يمكنه ممارسة تمارين “اليوغا” المكتبية فهي تمارين بسيطة يستطيع الشخص أداءها للتخلص من الضغوط والآلام التي تحدث بسبب الجلوس المتواصل لعدة ساعات، مشيرة إلى أن تمارين اليوغا المكتبية تبدأ بالوعي بالتنفس وتمارين التنفس العميق وتنتهي بحركات خفيفة يسهل ممارستها على الكرسي في المكتب تفيد في تخفيف الضغوط النفسية والجسدية وتساعد علي تخفيف آلام الظهر والرقبة وتصلب الأكتاف. 

وقاية من الأمراض المزمنة

وأشارت المنصوري وهي أول اختصاصية بحرينية في مجال اليوغا العلاجية وتنظيم نمط الحياة أن هذه التمارين تساعد على الوقاية من الأمراض المزمنة والحد من مضاعفاتها وزيادة الإنتاجية وتحسين جودة الحياة. وقالت إن أول احتفال ليوم اليوغا الدولي بالبحرين لهذا العام كان شعاره “اليوغا للصحة” وهو يؤكد تسليط الضوء على تمارين اليوغا العلاجية التي يمكن أن تسهم بطريقة شمولية في تعزيز الصحة وتحقيق التوازن بين العقل والجسم.

رئيس مجلس إدارة مركز كميز الطبي أحمد جواهري، أعرب عن جزيل الشكر لوزيرة الصحة على رعايتها ليوم اليوغا، وإلى نائب راعي الحفل فاطمة الأحمد، وسفير جمهورية الهند في البحرين ألوك سينها على دعمه المتواصل لأنشطة وفعاليات الاحتفال باليوم الدولي لليوغا مؤكدًا أهمية اليوغا في الحفاظ على الصحة العقلية والجسدية وفي امتلاك الأفراد لنمط حياة صحي وسليم.

من جانبه، أعرب السفير الهندي عن شكره وتقديره إلى الإدارة العليا بوزارة الصحة وحرصها على دعم فعاليات الاحتفال بهذا اليوم الدولي، وحرص مملكة البحرين على غرس ثقافة ممارسة اليوغا بين مواطنيها، مؤكدًا قيمة اليوغا في إكساب الأفراد الطاقة الإيجابية والحفاظ على صحتهم العقلية والجسدية والنفسية. الجدير بالذكر أن ندوة “اليوغا والرعاية الصحية الشاملة” قد تضمنت 4 محاضرات، شارك فيها عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال اليوغا. وكانت جامعة مانجالور بالهند قد عينت قبل عدة أشهر فاطمة المنصوري في قسم الوعي البشري وعلوم اليوغا للتدريس بالجامعة ابتداء من الفصل الدراسي القادم، لتكون أول بحرينية وخليجية وعربية، يتم تعيينها بالجامعة بهذا المنصب.  وتعد فاطمة المنصوري أول اختصاصية بحرينية في مجال علاج اليوغا معترف بها عالميًّا ومدربة مختصة في أنماط الحياة الصحية، وهي من أشهر الشخصيات المؤثرة والرائدة في مجال نشر الوعي بأنماط الحياة الصحية ومتحدثة عالمية وكاتبة عمود ومقالات في العديد من الصحف والمجلات المعروفة، تمت استضافتها في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية.

وحصلت أكثر من 40 جائزة لمساهماتها في فعاليات وأنشطة المسؤولية المجتمعية بما في ذلك وسام “بطل من أجل السلام وعضوية فخرية من الرابطة العالمية لأبطال السلام والعديد من الجوائز وشهادات التقدير من عدة وزارات ومنظمات عالمية وجامعات. وصممت بروتوكولا للعلاج وتمكنت من إرشاد مئات المرضى لتبني أسلوب حياة صحي لمكافحة الأمراض المزمنة والحد من مضاعفاتها ولتحسين جودة الحياة منذ أن بدأت رحلتها في عام 2011 ولحد الآن، وما زالت تعمل وتساعد المرضى من خلال عملها في المستشفى العسكري، الذي بدأت به من عام 2014 ولحد الآن.