“الأعلى للصحة” لم يقر دخولها أو استخدامها.

الجلاهمة لـ “البلاد”: لا ترخيص للعلاج بالخلايا الجذعية بالبحرين

| بدور المالكي من ضاحية السيف

نفت الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية مريم الجلاهمة، في تصريح لـ “البلاد” وجود أي ترخيص للعلاج بالخلايا الجذعية في مملكة البحرين، مؤكدة أنّ العلاج ما يزال تحت التجارب ولم يصرح له.

وأوضحت الجلاهمة، في ردها على سؤال لـ “البلاد” حول وجود بعض المراكز الطبية والمستشفيات الخاصة التي بدأت بالإعلان والترويج للعلاج بالخلايا الجذعية، بأن المجلس الأعلى للصحة لم يقر بعد دخول العلاج بالخلايا الجذعية في مملكة البحرين أو استخدامها لحد الآن، ولن يتم إقراره إلا إذا تبين أن هذه العلاجات مثبتة علميًا ومعتمدة، وأن ما يتداول الآن ما هو إلا ادعاءات تجارية.

وحذرت الجلاهمة من الإعلانات الترويجية التي تدعي القدرة على علاج الأمراض المختلفة بالخلايا الجذعية، داعية المواطنين والمقيمين في مملكة البحرين إلى توخي الحذر وعدم الانصياع لهذه الإعلانات، لكونها تروج لعلاجات غير معترف بها على مستوى العالم، ولا تزال حتى الوقت الراهن قيد الدراسة والبحث، ولم تصبح علاجات معتمدة في أي دولة.

وقالت الجلاهمة إن العلاج بالخلايا الجذعية قد يحقق نتائج واعدة في المستقبل، وهناك العديد من الأبحاث التي تبشر بإمكانية علاج بعض من الأمراض المستعصية باستخدام الخلايا الجذعية، لكنها لا تتعدى كونها أبحاثا تجريبية في العيادات الإكلينيكية، ولم ترتق حتى الآن لتصبح علاجاً معتمداً، كما أن نتائجها بعيدة المدى، وبالتالي يصعب الجزم بمدى نجاحها؛ لذلك لا ترخص لها الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية.

وأوضحت أن مصدر الخلايا الجذعية المستخدمة في عدد من المراكز التي تدعي القدرة على علاج الأمراض المختلفة بالخلايا الجذعية يعد مصدراً غير معروف؛ فهي إما تكون مستخلصة من أجنة ميتة أو من دم الحبل السري لجنين لم يتعدّ عمره 5 أيام بعد وفاته، وهو أمر مرفوض أخلاقيا وشرعيا، وإما أن يكون مصدرها من شخص بالغ، وبالتالي تكون قدرة تلك الخلايا على التجدد والتحول إلى خلايا فاعلة ومتجددة محدودة جداً، إذ تؤخذ بكمية قليلة وبالتالي يُصعب عزلها وتنقيتها وإعادة استخدامها للمرضى، وغالبا ما تكون قدرتها على علاج المرضى محدودة ومؤقته.

واعتبرت أن ادعاء قدرة الخلايا الجذعية على علاج الأمراض المختلفة هو ادعاء مضلل، مبينة أن الغرض منه استغلال المرضى وآمالهم في الشفاء من الأمراض المستعصية للتكسب وجنى الأموال الطائلة.

وبينّت الجلاهمة أن المرضى الذين يتلقون علاجاً باستخدام الخلايا الجذعية في عدد من الدول التي تدعي القدرة على علاج الأمراض يخضعون لبروتوكولات علاجية لم يتم إثباتها علمياً، وأن لهذه العلاجات التجريبية مخاطر محتملة في المستقبل، مؤكدة أن التجارب والدراسات التي أجريت في السنوات القليلة الماضية طبقت على الحيوانات وحققت نجاحات محدودة، وأن التجارب البشرية ما تزال تجارب بحثية تجريبية قد لا تتبع أخلاقيات البحث العلمي الطبي، ولا تهتم بظهور أي من الأعراض الجانبية أو المضاعفات المحتملة للمرضى الذين يخضعون للتجربة.

وقالت إن دخول المرضى في العينة التجريبية في إطار التجربة البحثية حتى وإن كان الفريق الطبي معتمدا ليس بالأمر السهل، مؤكدة أن هذا يخضع لعدد من الضوابط والأخلاقيات والحقوق التي يجب مراعاتها، فتلك التجارب مطولة ومعقدة، ويجب أن يعرف المريض حقوقه ليحافظ على سلامته وحياته.

وأردفت الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية مريم الجلاهمة أن معظم العلاجات بالخلايا الجذعية في العالم تحمل في طياتها الوعود بالشفاء، بيد أن القليل جدا منها من حقق الفائدة الفعلية. وأن هناك مخاطر ومضاعفات تخلق مشاكل صحية جديدة قصيرة وطويلة الأجل، لاسيما إذا ما أخذت من أجنة ميتة.