نظام الملالي... تحدي لمن....؟

| د. سفيان عباس التكريتي

بات واضحا أن نظام الملالي يعيش أيامه الاخيرة بعد الانتخابات الأميركية الاخيرة وفوز الحزب الجمهوري الراديكالي على مقاليد السلطتين التشريعية والتنفيذية في أعظم دولة على وجه الأرض وخسارته للحليف الضعيف الذي تحوم حوله الشبهات بشأن هذه العلاقة الحميمية مع نظام دموي فاشي متخلف ودكتاتوري.

النظام تيقن من نهايته وراح يعرض عضلاته المتهرئة فتارة يهدد بالعودة إلى تخصيب اليورانيوم وتارة أخرى يجري تجارب على الصواريخ البالستية متوسطة المدى وما بين هذا وذاك فإنه يتخبط عشوائيا ظنا منه بأنه يهدد المجتمع الدولي والغرب بهذه الأساليب البهلوانية بغية إظهار موقفه الذي خضع الى الارتجاج الحقيقي اثر المظاهرات والاحتجاجات التي تنفذها غالبية الشعب من طلاب وعمال والموظفين والمعلمين ومعهم الملايين المحرومة والمضطهدة من مكونات الشعب الإيراني العريق. 

إلا أن رد الغرب واميركا على هذه التفاهات جاء سريعا حيث منعت الإدارة الأميركية الجديدة الإيرانيين من دخول اميركا وقرر الرئيس ترامب فرض مناطق آمنة في سوريا ودعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد لبحث التجربة الصاروخية التي اجراها النظام مؤخرا ومباحثاته الهاتفية مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من اجل القضاء على نفوذ نظام الملالي في المنطقة وتهديداته للسلم والامن الدوليين.

ومن المؤكد أن مجلس الأمن الدولي سوف يفرض عقوبات جديدة على إيران التي تعاني اصلا من الانهيار الاقتصادي وافلاس الخزينة وتدهور سعر صرف التومان بشكل مخيف.

كل هذه المنعطفات الخطيرة للنظام ستعجل من نهايته المحتومة ولهذا راح يعزز من مكانته في خطوط المواجهة الدفاعية الامامية في العراق واليمن بعد هزيمته في سوريا، حيث نفذ أذنابه عمل طائش وصبياني ضد المدمرة السعودية دون ان يحسب لذلك الحساب على وفق ردود الافعال في الحسابات الإستراتيجية الأميركية.

 الفشل والنهاية الحتمية والتخبط والهزيمة للمشروع الطائفي التوسعي وموت رفسنجاني المفاجئ والمتغيرات داخل البيت الأميركي جلها معطيات دالة على زوال هذا النظام القمعي. وقد رمى بثقله الاهوج على العراق حيث عين احد كبار قادة جيش قدس الإرهابي سفيرا في بغداد على الرغم من ان نظامه الحاكم الفعلي للعراق كما وصفه الرئيس ترامب وذهب ابعد من ذلك من خلال تعيين احد ازلامه الميليشاوي قاسم الأعرجي ومن جنسيته وزيرا لداخلية العراق في محاولة يتيمة وبائسة التي تنم عن رعبه من المستقبل القاتل لنظامه. لقد قلنا في مناسبات عدة إن اميركا سوف تأخذ حيفها من عملية احتلال سفارتها في طهران وقتل 250 من الجنود المارينز في بيروت ابان ثمانينات القرن الماضي اضافة الى ان ميليشياتها تقاتل الجيش السوري الحر ومعه المستشارين العسكريين الاميركان.... فالتحدي لمن ايها الأوباش...؟