زبدة القول

العريضة الشعبية من أجل إنقاذ الوطن

| د. بثينة خليفة قاسم

العريضة الشعبية التي يتم إعدادها تمهيدا لرفعها لوزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة لا تعبر عن مجرد احتجاج بسيط من مجموعة من الوطنيين الغيورين على البحرين وأمنها ومستقبلها ضد مخططات جمعية الوفاق الساعية لتفكيك الدولة البحرينية والقضاء عليها، ولكنها بمثابة إعلان عن وصول الوعي الشعبي البحريني إلى مرحلة الإحساس والإدراك التام لحقيقة ما يجري وما يراد له على المدى القريب والبعيد. الخطر أصبح محدقا، ولابد أن ينتفض الشعب البحريني من أجل مستقبل أبنائه، ولابد له أن يقف صفا واحدا ضد محاولات الغدر التي تلبس ثوب الوطنية والعدل الاجتماعي والإصلاح زورا وبهتانا، ولابد أن يؤخذ ما جاء في هذه العريضة على محمل الجد. جمعية الوفاق الإيرانية الموجودة على أراضي مملكة البحرين اقتربت من الوصول إلى مرحلة النضج التام لتصبح حزب الله البحريني، فقد كانت من قبل نسخة سياسية من هذا الحزب الإيراني الموجود في لبنان، وانصب نشاطها على تنفيذ أجندة طائفية في البحرين تقوم على تسخين أبناء الطائفة الشيعية بالتدريج حتى يكونوا جاهزين لسيناريوهات أكثر من مجرد الاحتجاج وإيقاف حركة المرور وحرق الإطارات وترويع المواطنين. الوفاق الآن في الطور الأخير للتحول إلى نسخة عسكرية من حزب الله اللبناني، مع اختلاف الأهداف والتكتيكات المستقبلية للدولة الأم (إيران). فلم يعد سرا تدريب المقاتلين الذين سيحملون السلاح في الخارج بتمويل إيراني وعلى أيدي رجال الحرس الثوري خاصة في النجف بالعراق، ولم يعد السعي لامتلاك أسلحة أكثر خطورة خافيا على أحد، فالخطة تجري على قدم وساق، حتى يتسنى لهم عند مرحلة معينة الخروج من تحت سيطرة الدولة والتصرف بنفس الطريقة التي يتصرف بها حزب الله في لبنان. لا أحد يضمن لإيران أن تظل النسخة اللبنانية من الحزب على قوتها وتأثيرها بعد سقوط النظام السوري،وبالتالي فقد أصبحت الحاجة ماسة بالنسبة لها أن تسعى بكل قوتها لنقل حزب الله البحريني إلى مرحلة جديدة من التطور ليصبح شوكة في حلق منطقة الخليج بأكملها، ولكي تستخدمه في التأثير على مجريات الأمور في هذه المنطقة. وإذا كانت الوفاق قد فشلت في استخدام الشارع بنفس الطريقة وبنفس الدرجة التي حدثت في دول عربية أخرى، استغلالا لمواقف دولية معينة، واختباء وسط هذا الزحام من الأحداث العربية، فقد أصبح البديل الآن هو التحول إلى نسخة كاملة من حزب الله وصنع بؤرة جرثومية ثابتة في الجسد البحريني تزعج الأمن وتمارس عمليات نوعية للضغط على الحكومة وابتزازها بقدر ما يسمح به التحرك. هذا التحرك الشعبي لمواجهة العمالة ومخططات الغدر أمر تمنيناه منذ فترة، وإن ظهوره بهذا الشكل في هذه المرحلة يبين أن الشعب البحريني انتفض ضد الخديعة وضد شرك الخيانة الذي نصب له من أجل جره إلى الفوضى الهدامة التي لم تصنع لغيرنا سوى الخراب.