زبدة القول

توسيع مجلس التعاون ونبض الرأي العام

| د. بثينة خليفة قاسم

قرار انضمام المملكة المغربية والمملكة الأردنية الهاشمية إلى مجلس التعاون الخليجي قوبل بشيء من الدهشة من قبل الشارع البحريني ودارت تساؤلات كثيرة حول سبب هذا الانضمام المفاجئ، خاصة ان اليمن سعى كثيرا للانضمام للمجلس ولكن لم يحظ طلبه بالقبول. اما عن سبب الدهشة التي سرت بين الجماهير نتجت عن كون مجلس التعاون الخليجي يضم ست دول تقع على رقعة جغرافية واحدة وتتلاصق ببعضها البعض وتتجانس ثقافيا وحضاريا، بل ويجمع بين شعوبها وبين الأسر الحاكمة فيها صلات قبلية وصلات نسب عريقة، وبالتالي تفاجأت الجماهير بهذا التطور الجديد في نظام المجلس، خاصة أن اسم هذا التجمع الإقليمي نفسه له دلالة جغرافية، حتى إن لم تكن الجغرافيا هي الأساس الوحيد للدخول تحت مظلته. أسئلة كثيرة انطلقت خلال الأيام الماضية، بعد أن بات من المؤكد انضمام الدولتين الشقيقتين إلى المجلس، ومن بين هذه الأسئلة: ما الذي سيعود على مجلس التعاون الخليجي من انضمام المملكة الأردنية والمملكة المغربية؟ وهل ستكون المنفعة التي ستعود عليهما أكثر من المنفعة التي ستعود على الدول الست المؤسسة للمجلس؟ وذلك في ضوء اختلاف إمكانيات الاقتصادين المغربي والأردني عن الاقتصاديات النفطية لدول الخليج، وهل سيؤثر توسيع مجلس التعاون الخليجي على جامعة الدول العربية كمؤسسة إقليمية تضم كل الدول العربية؟ وهل هذا هو آخر توسع لمجلس التعاون الخليجي؟ أم أنه يمكن قبول دول عربية أخرى؟ وهل للتوسع الحالي علاقة بما يجري الآن من توترات واحتجاجات في دول عربية أخرى؟ وما هو الموقف إذا طلبت دول عربية أخرى الانضمام إلى المجلس؟ والسؤال الأخير على وجه الخصوص يمكن أن تقود الإجابة عليه إلى سؤال جديد، وهو: هل مجلس التعاون الخليجي أصبح ناديا للملكيات العربية فقط؟ أم أنه في ظل توافر شروط معينة يمكن قبول جمهوريات؟ نحن بطبيعة الحال لا نملك إجابات لمعظم الأسئلة السابقة، الذي يمكنه الرد عليها هم المسؤولون الكبار، ونتمنى ان تجد هذه الأسئلة طريقها نحو حلقة تلفزيونية حوارية على تلفزيون البحرين يشترك فيه مسؤولون وسياسيون ومحللون، وذلك كنوع من التفاعل مع نبض الرأي العام، لشرح أهمية توسيع هذا المجلس الذي تشكل منذ عام 1981 ولم يتم توسيعه منذ ذلك التاريخ؟ هذه الدهشة التي شعر بها قسط كبير من البحرينيين، التي صاحبتها تساؤلات كثيرة بين أفراد الشعب ليست – على حسب ظني - تعبيرا عن الرفض من قبل الجماهير لدولتين شقيقتين كالأردن والمغرب، فلطالما تمنت الجماهير العربية أن تتحقق الوحدة بين الدول العربية أو تنشأ تجمعات إقليمية قوية يكون من شأنها الضغط من أجل تحقيق مصالح الدول المنضوية تحت مظلاتها، ولكنها محاولة للفهم من قبل الناس، ونحن منهم. وحتى تأتينا الإجابة الصحيحة عن هذه الأسئلة والتساؤلات، فأنا شخصيا أعتقد أن الهدف من التوسع الحالي هو هدف أمني، في ظل وجود تهديدات إقليمية لدول الخليج العربي باتت واضحة للجميع، وأن انضمام الأردن والمغرب، بغض النظر عن اختلاف الجغرافيا واختلاف الاقتصاديات، يساعد في دعم الأمن الخليجي. وتحت أي ظروف لا يسعنا إلا أن نقول مرحبا بالشقيقتين، المغرب والأردن، في مجلس التعاون الخليجي.