زبدة القول

جامعة الخليج العربي أنموذجًا

| د. بثينة خليفة قاسم

يقاس النجاح الحقيقي للجامعات بمدى قدرتها على خدمة المجتمع الذي توجد فيه ومدى قدرتها على تخريج وإعداد الكوادر القادرة على التأثير في تغيير هذا المجتمع وحمل رسالة العلم ونقلها للجيل الذي يأتي بعدهم. وإن من أهم المقاييس التي يتم على أساسها تقييم الجامعات على مستوى العالم ووضعها في قائمة التميز، قدرة هذه الجامعة أو تلك على وضع بصمات عملية لها في مجتمعها في المجالات الطبية والهندسية والزراعية والفنية والرياضية، وغيرها. ولا شك أن جامعة الخليج العربي كصرح خليجي علمي مهم قد حرصت من البداية على الاجتهاد، وفق إمكانياتها المتاحة، أن تكون أنموذجا خليجيا في هذا الشأن. خلال الأيام القليلة الماضية زفت إلينا هذه الجامعة الخليجية بشرى كبيرة جدا على لسان رئيسها الدكتور خالد العوهلي، وهي إنهاء الجامعة للمرحلة الأولى الخاصة بإعداد دراسات وتصاميم مدينة الملك عبدالعزيز الطبية وتحديد الأسس المكونة لهذه المدينة والتخصصات الطبية التي ستعنى بها، وهي كما صرح الدكتور العوهلي تتصل بمواجهة الأمراض السائدة في منطقة الخليج العربي، مثل أمراض السكري والسمنة والسرطان وأمراض القلب، والأوبئة العالمية العابرة، مثل أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير وغيرها. ونحن نضم صوتنا لصوت القائمين على جامعة الخليج العربي في تقديم الشكر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى على عطائه السخي الذي تمثل في منح هذه المساحة الكبيرة من الأرض لهذه الجامعة لبناء هذه المدينة الطبية الواعدة التي سيكون لها أكبر الأثر في خدمة المجتمع البحريني والخليجي على حد سواء. وكل الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية، الذي وجه ببناء هذه المدينة كهدية سخية لشعب البحرين وشعوب الخليج العربي. هذه المدينة الطبية، دون أدنى شك، ستقدم خدمات طبية جليلة لأبناء هذه المنطقة، وستضع جامعة الخليج العربي في المكان الذي يليق بها على خريطة الجامعات الكبيرة، لأنها ستقام على أسس سليمة ووفق المعايير العالمية للمراكز والمدن الطبية ذات الخبرة والتاريخ في هذا الشأن. وقد كانت نقطة البداية لفريق العمل بالجامعة، تحت قيادة الدكتور العوهلي، هي عقد حلقة نقاشية على مدى يوم كامل، دعي إليها العديد من القيادات الصحية والطبية في دول الخليج العربية، ونفذها أحد أكبر بيوت الخبرة العالمية للوقوف على أهم المتطلبات والمعايير اللازمة لتنفيذ هذه المدينة لتكون على مستوى المراكز والمدن الطبية المعروفة على مستوى العالم. كما التقى وفد من جامعة الخليج العربي مع فريق من الباحثين بأحد أكبر مراكز أبحاث السرطان بالولايات المتحدة لبحث كيفية التعاون والاستفادة من خبرات هذا المركز الكبيرة في هذا المجال. كل هذا يؤكد على مدى الجدية التي يمارسها القائمون على جامعة الخليج العربي تحت قيادة الدكتور خالد العوهلي في تأسيس هذا المشروع الواعد الذي سيكون بمثابة نقلة كبيرة في مجال البحث والخدمة الطبية في الخليج العربي.