اليوم العالمي لمحو الأمية

| عبدعلي الغسرة

العِلم والتعلم من الحقوق الأساسية للإنسان، والقراءة والكتابة باب التعلم والمعرفة والحياة البهيجة، فبالعلم تكون التنمية الاجتماعية والبشرية، وتتطور حياة الأفراد وتنمو المجتمعات، تتطور سياسيًا وتتحسن اقتصاديًا وتنمو اجتماعيًا. واليوم تطور التعلم والتعليم من إجادة القراءة والكتابة إلى مظاهر التقنية والتكنولوجيا والإنترنت والهواتف الذكية، وهو سباق من التعلم والعِلم لا ينتهي، بل يزيد اتساعًا بما يُوطد العلاقات الإنسانية والمشاركات. ومنذ تأسست منظمة اليونسكو سعت إلى إعطاء محو الأمية أهمية أولى وأساسية في أعمالها من خلال برامجها التي تنفذها في العديد من دول العالم حتى تنال البشرية جميعها حظها من التعليم. والثامن من سبتمبر هو اليوم الذي تم اختياره من أجل أن يتضامن العالم مع الشعوب والفئات المحرومة من التعليم التي تعاني الأمية، فحق التعليم ليس مقصورًا على فئة دون أخرى، ودعت القمة العربية في دورتها (27) المنعقدة في مارس 2015م جميع الأقطار العربية إلى تنفيذ (العقد العربي لمحو الأمية 2015م/2024م) وتوفير التمويل اللازم لإنجازه وتعزيز الشراكات بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة. وتتفق هذه الدعوة العربية لمحاربة محو الأمية مع دعوة منظمة اليونسكو (معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، 2016م) بهدف تشجيع الدول ومساعدتها في تنفيذ سياسات تناسب سياقاتها الوطنية في محاربة الأمية. ووضعت مملكة البحرين مكافحة محو الأمية في مقدمة أجندتها التربوية والتعليمية، وأصبح بذلك التعلم حقا للجميع سواء للمواطنين أو المقيمين، سواء في مدارسها أو في مؤسساتها الاجتماعية والإنسانية ولجميع المراحل التعليمية بدون توقف. وعام 2016م يُصادف مرور (43) عامًا على بدء مراكز محو الأمية بمملكة البحرين، وسجلت الخطوات الإجرائية لمكافحة الأمية في البحرين انخفاضًا في نسبة الأمية مما جعلها في وضع متقدم على الصعيد العالمي. وسعت وزارة التربية والتعليم من أجل التعليم بالكتابة والقراءة ومساعدة المتعلمين على الانخراط في مناخ اجتماعي وثقافي متقدم. على الجميع إثارة الوعي لمشكلة الأمية الكتابية والتقنية وأخطارها وأبعادها، والعمل على تقويم الجهود الوطنية والدولية في هذا الميدان، وتصعيدها لتحقيق نتائج أفضل من أجل خدمة الإنسان والمجتمعات البشرية.