رؤية مغايرة

لله درّك يا سبهان فقد ربحت الرهان

| فاتن حمزة

قبل أيام طلبت الحكومة العراقية من المملكة العربية السعودية تغيير سفيرها لدى بغداد بسبب تصريحات وُصفت بأنها تغذي الفتنة الطائفية وتدخل في شؤون العراق الداخلية! ومن جهة أخرى قال السفير إنه يحاول تأدية واجبه، مستبعدا أي تغيير في السياسة السعودية تجاه العراق. استحضرت وأنا أتابع قضية سفير الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في العراق السيد السبهان وطلب الحكومة العراقية استبعادة، قوله تعالى: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (النمل: 56)، فلا شك أن أمثال السبهان لا مكان لهم بين هؤلاء المجرمين، فهو من الذين يتنزهون عن الفساد والنهب والقتل على الهوية، ولا يسكتون عنها. وصدق القائل ما أعجب العقول عندما تنتكس والنفوس عندما ترتكس أنها تأبى أن يبقى معها الأطهار بل تحرض على طردهم ليبقى معها الممسوخون والمنحرفون الذين انحطت طباعهم وزين لهم الشيطان سوء أعمالهم. فعلوها من قبل مع وزير دفاعهم العبيدي رغم مساوئه لمجرد أنه كشف شيئا من فسادهم، وها هم اليوم يفعلونها مع السبهان رغم الفارق بينه وبين العبيدي، لمجرد أنه أبى أن يسكت عن ظلمهم. ولكن بعيداً عن كل هذا، يخطئ من يقول إن العراق طلب، أو إن العراق قرر... إلخ، فالعراق محتل ولا حول ولا قوة له، ولعل هذا القول، أي إن العراق اتخذ هذه القرارات، وأمثاله من عبارات، أمر يفرحهم، فهو يرسخ عند العوام أن العراق دولة ذات سيادة وقرار، بينما حقيقة الأمر أن الإرادة العراقية مختطفة من قبل المحتل الفارسي، فهو الذي أمر باستبدال السفير، أما الدمى التي تتحرك في العراق، بعنوان السيادة، ليست سوى أدوات لأسيادهم في طهران، وما أشبههم بأحجار الشطرنج. لن نستغرب أية حملات إيرانية مسعورة تستهدف السعودية وترفض أي تواجد لها على أراضيها، وإن أرادت الحكومة العراقية منها استبدال سفيرها فحتماً لن تجد من تستهويه نفسها. كفيت ووفيت يا سبهان، وكسبت الرهان، ولم تساومهم على أفعالهم، فدعهم للتاريخ الذي سيلفظهم كما سيلفظ من في قم وطهران. اللهم احفظ ‏سفراءنا الفدائيين في لبنان والعراق، اللهم احرسهم بعينك التي لا تنام واحفظهم بعزك الذى لا يضام .