نبض العالم

احذروا الكروات .. والماكينات بدفع رباعي!!

| علي العيناتي

* المنتخب الافضل بنتيجة لم تكن متوقعة حتى من أكبر المتفائلين، نجح المنتخب الكرواتي في الفوز على الماتادور الاسباني بهدفين لهدف، ليلحق بأسبانيا خسارتها الأولى منذ 12 عامًا في بطولات اليورو، وليعتلي صدارة الترتيب ويبرهن على أنه أفضل منتخب تقديمًا للمستويات الراقية في الدور الأول!!. في الحقيقة النتيجة لم تكن صادمة لي شخصيًّا كما كانت عند أغلب المتابعين للقاء، فقد أشرت قبل لقاء اسبانيا إلى أن المنتخب الكرواتي هو الأفضل في البطولة من ناحية التنظيم واللعب بتوازن بالإضافة لقدراته الكبيرة في تطبيق مبدأ اللعب الجماعي على أعلى طراز، وبالتالي لم يكن ينقص هذا المنتخب أي شيء ليطيح بأي منتخب يواجه حتى لو كان هذا المنتخب هو إسبانيا، أبرز المراهنين على اللقب!!. يُحسب هذا النجاح الرائع لكرواتيا في تصدر مجموعة صعبة وتضم حامل اللقب لآخر بطولتين لمدرب المنتخب القدير أنتي شاشيتش الذي عرف كيف يوظّف لاعبيه ويستخرج أفضل ما عندهم، بالإضافة للتكتيك العالي الذي طبقه في جميع المباريات التي لعبها في البطولة من خلال اللعب بتنظيم دفاعي منسق وسرعة ارتداد المهاجمين وقدرتهم على استغلال المساحات الفارغة بأقل تمريرات ممكنة!!. ليس سهلاً أن يلعب أي منتخب أمام اسبانيا ويكون متأخرًا في اللقاء ويعود من بعيد ليقلب الطاولة، وبغض النظر عن ركلة الجزاء التي أضاعها راموس وكانت كفيلة بأن ترجح اللاروخا للتربع على عرش المجموعة، ما قدمته كرواتيا أمام اسبانيا يستحق الثناء والإطراء!!. كرواتيا بهذا الفوز الثمين تكون قد ضربت عصفورين بحجر واحد، فالفوز على إسبانيا سيعطيها دفعة معنوية كبيرة في المراحل القادمة من البطولة، بالإضافة إلى أن هذا الفوز الثمين قد جنبها التصادم أمام أقوى المنتخبات المرشحة للفوز بلقب اليورو، فقد ضمنت عدم مواجهة كلاً من اسبانيا، ايطاليا، المانيا وفرنسا إلا في المباراة النهائية في حال تمكنت من التأهل لها، وإذا ما لعبت كرواتيا بنفس الأداء والنسق وخدمتها جميع الظروف في المباريات القادمة، فإني أكاد أجزم أن كرواتيا ستكون طرفًا في النهائي الذي سيقام في باريس!!. أما إسبانيا فقد كانت كل الأمور بيدها لتجنب المشوار الناري الذي ستمضي فيه في البطولة لو تجنبت خسارة كرواتيا، فالماتادور سيكون على موعد مع مواجهات ملتهبة حتى الوصول للنهائي لو تمكن من ذلك، فإسبانيا ستواجه ايطاليا في دور الـ16 وإذا اجتازتها فستواجه المانيا المتوقع مرورها لدور الثمانية، وإن اجتازت المانيا فقد تواجه صاحب الأرض والجمهور فرنسا المرشح وصولها للدور الرباعي .. أي أن طريقها للنهائي سيستنزف كل قواها!!. * أقوى ظهور واصل المدرب الألماني خواكيم لوف في تحسين أداء المنتخب الألماني وجعله يقدم واحدة من أفضل مبارياته منذ تتويجه بلقب كأس العالم، عندما فاز على المنتخب الايرلندي بهدف نظيف، في مباراة تسيدها الألمان وأظهروا وجههم الحقيقي الذي سيجعلهم من أبرز المراهنين على اللقب. لوف عرف أن اللعب بفكره والاستغناء عن نسخ فكر غارديولا سيكون القرار الصائب له ولمنتخبه، فلوف تنازل عن فكرة اللعب بمهاجم وهمي كما نسخها من البيب، ولعب بمهاجم صريح، إذ أشرك المهاجم غوميز ليلعب هذا الدور وحول غوتزه "الوهمي" ليلعب على الطرف الأيسر مكان دراكسلر، فكانت النتيجة أن المانشافت تحصّل على فرص عديدة للتسجيل بالإضافة لأنه سجل أول هدف له في البطولة بلعبه مرسومة ختمها غوميز "الصريح" في الشباك الايرلندية!!. تغيير استراتيجية الفريق واللعب بأسلوبه المعتاد أثمر عن العديد من النقاط الإيجابية، فقد برز اوزيل صانع الألعاب بشكل واضح إذ أعطاه التكتيك الجديد حرية أكثر داخل الملعب، بالإضافة إلى أن غوتزه برز بشكل جيد على الطرف بعد أن كان غائبًا تمامًا كمهاجم وهمي، وهذا ما ساعد المانيا على الاحتفاظ بالكرة في أغلب أوقات المباراة. لا يمكن القول أكثر من أن المانيا بهذا الأداء الذي قدمته أمام ايرلندا يمكنها الذهاب بعيدًا في البطولة!!.