الناس

كادر التمريض

| هدى هزيم

خطوة رائدة حققتها حكومة البحرين، بتحويل مهنة التمريض على الكادر التخصصي، مما يشجع الممرضين على تطوير مهاراتهم ومستواهم العلمي، ويشجع الخريجين الجدد على العمل في هذ المهنة الإنسانية. نسبة البحرينين وصلت الى 65 %، ونأمل من الحكومة وضع خطة شاملة لبحرنة التمريض بنسبة لا تقل عن 90 %. ثمة هوة كبيرة بين الواقع والطموح، تطوير المهنة لا يقتصر على الكادر التخصصي، وإنما هناك كم كبير من الهموم يعيشها البحريني في هذه المهنة، وبحاجة الى اجتماعات نقاشية مفتوحة بين كبار المسؤولين والممرضين، مع وجود نية صادقة وقرار قيادي لرصد جميع المشاكل التي تحول دون تحقق الرضا الوظيفي، ومعالجتها بخطط آنية ومستقبلية. لا يقف الأمر عند هذا الحد، ندعوا لتفعيل نظام الحوافز والمكافآت التشجيعية والدورات التدريبية وتطبيقها وفق معايير موازية للأداء الوظيفي والكفاءة في العمل. ناهيك عن المبادرات التشجيعية كاختيار الممرضة المثالية سنوياً وفق معايير التميز في العمل، فتؤهلها للابتعاث والتخصص لسد النقص في بعض الأقسام. مهنة التمريض لم تحظ بالعناية المناسبة رغم أهميتها في منظومة القطاع الصحي، ولا يخفى على أحد حجم ضغوطات العمل من نظام النوبات، والتعامل مع مختلف الأصناف من البشر، مما يتطلب درجات عالية من الصبر والمهارات لا يتحملها كثير من الناس. كل ذلك يستوجب التوقف والدراسة من قبل أصحاب القرار. المهنة قريبة من طبيعة المرأة العاطفية، ولا تعيق حياتها الأسرية ومع ذلك هناك حاجة ماسة لسد النقص في العنصر الذكوري، فهناك أمراض يفضل فيها الممرض عن الممرضة والعكس صحيح، وذاك لابد أن يؤخذ في الاعتبار وفق خطة الدراسة والتدريب والتأهيل الوظيفي والتخصص العلمي. هموم الممرضة تختلف في القطاع العام عن الخاص، وحجم العمل يختلف في المراكز الصحية عن المستشفيات. وهناك حاجة ماسة لتأهيل الممرضين الجدد، في مجال أخلاقيات العمل وكيفية التكيف مع بيئة العمل، والتحلي بالمهارات الأساسية للتعامل مع المرضى والطاقم الطبي، فمعظمهم صغار في السن ومستواهم التعليمي محدود وينقصهم النضج الفكري والعلمي للتأقلم في العمل. ونلاحظ وجود حلقة مفقودة في الاتصال بين الطبيب والمريض والممرض، فالحوار والأخذ والرد عن حالة المريض ضعيف، مما ينعكس على صحته. نأمل ان يفتح ملف هموم الممرضين، ووضع خطة لتأهيل وتخصص الممرض البحريني بعد 5 سنوات من عمله، ومنحه فرصة التدريب في الخارج. كل ما طرح لا يعني بالضرورة امكانية الحلول الفورية، وإنما المبادرة باتخاذ خطوات أولية لتنفيذ ما يمكن تنفيذه آنياً ومستقبلاً، يكفي أن نهتم ونبدأ الخطوة الأولى. العيادة القانونية تدريب طلبة القانون في جامعة البحرين بالعيادة القانونية، وتلقينهم التدريب وانخراطهم الواقعي في بيئة العمل، بادرة مشجعة وخطوة مُلحة لإعداد الخريجين لسوق العمل. العمل القانوني يحتاج الى تدريب وخبرة لا تقل عن سنتين قبل ممارسة المهنة بشكل رسمي، لذا وجب تكثيف الجانب التدريبي في المرحلة الدراسية وعمل ورش تدريبية للطلبة في العطلات الصيفية وتشجيعهم على العمل التطوعي في مكاتب المحاماة لاكتساب الخبرة، بهدف كسر الحاجز النفسي والتعرف على التحديات في بيئة العمل والاستعداد لها بشكل جيد. نتطلع لتحقيق هذه الطموحات بالتعاون مع وزارة العدل والشؤون الاسلامية والأوقاف ومكاتب المحاماة المعروفة، من أجل اعداد جيل من القانونيين المؤهلين لشغل أفضل الوظائف وبمهارة لا تقل عن الخبرات الأجنبية. كلمة شكر كل الشكر والتقدير لعائلة كانو على مبادرتها بتكريم الصحافيين في يوم الصحافة. لفتة جميلة، نتمنى ان تحتذي الشركات والبنوك بهذه الخطوة الوطنية، ويكون لها دور بازر في الاسهامات والتبرعات الانسانية لخدمة المجتمع.