المشروع البحريني

| أحمد إبراهيم

كشفت الأحداث التي عصفت بالمنطقة في السنوات القليلة الماضية أن توسيع العلاقات الاستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي كان ضرورة ملحة، بدأت دول المجلس في تلمّسها مع التداعيات الخطيرة لتلك الأحداث. وأثبتت أن ما كان رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة يدعو له منذ أكثر من عقدين، لم يكن تنظيرًا خاليًا من استشراف المستقبل، وإنما كان رؤية حكيم وجد في تنويع العلاقات الخليجية الاستراتيجية تحصينًا لها من الأزمات السياسية والاقتصادية. لقد ابتزّ “الحلفاء الغربيون” دولنا كثيرَا، وعبثوا بأمننا أكثر، ووظفوا التنوع المذهبي في مجتمعاتنا العربية والإسلامية لضربها من الداخل، لكن ما يبعث على الأسى أن هناك من استجاب لمخططات التفتيت والتقسيم. لقد انخرطت مجموعات كبيرة في ذلك المخطط بتكريسها للطائفية، والابتعاد عن المشاريع الوطنية الجامعة، ولا شك أن تلك المجموعات كما يرى سمو رئيس الوزراء، لا تسيء للمسيرة الوطنية بقدر ما تسيء لأنفسها. وبات جليًا بعد موجة العنف التي ضربت المنطقة، أن الناس تبحث عن الأمن والاستقرار وأن “الديمقراطية” التي لا تحقق هذين المطلبين ليست سوى فوضى وإعادة إنتاج للأزمات المذهبية في أطر سياسية بدأت تفضح المتسترين خلفها، وهذا ما عليه الحال في دول عربية. إن المشروع البحريني كما يريده خليفة بن سلمان، بعيد عن الطائفية، ينعم فيه الجميع في مدنهم وقراهم بالأمن والاستقرار وعوائد التنمية، وأن محاولات تقسيم الجغرافيا والمجتمع لن تنجح على الإطلاق. لقد فتح المشروع البحريني الباب واسعًا أمام مشاركة جميع أبنائه في كل المواقع، ولابد أن يقف الجميع خلف هذا المشروع وتعزيزه، وأن يعرض عن كل ما من شأنه المساس بوحدة الوطن والشعب. إن كل من يريد أن يستمع لصدى صوته فقط سيكون ناشزا في مجتمع تربى على ثقافة الاستماع والانفتاح على الآخر، وهو مدعو اليوم أكثر من أي وقت مضى لمراجعة حساباته.