برلمان 2002 الأسخن... و2010 الأهدأ...

رصد “البلاد”: انتخابات محدودة وتزكيات ناعمة بسيرة اختيار نائبيَ “الشورى”

البلاد - راشد الغائب سيرة التنافس على مركز نائبي رئاسة مجلس الشورى محدودة بالعودة لتاريخ الغرفة التشريعية المعينة منذ إسناد صلاحيات تشريعية له بعد استئناف الحياة البرلمانية في العام 2002. وشهد موقع النائب الأول ثباتا نسبيا في مختلف الفصول التشريعية الأربعة، إذ حافظ الشوري عبدالرحمن جمشير على موقعه في برلمان 2002 عدا مزاحمة بسيطة من منافسين لم يزيحاه عن الموقع. أما النائب الأول الحالي جمال فخرو فيعتبر عميدا في موقعه وذلك لأنه حظي بثقة الشوريين منذ الدور الأول لبرلمان 2006 ولغاية اليوم. وحظي فخرو بوصول هادئ لموقعه في برلمان 2006، إذ جرت تزكيته في الأدوار التشريعية الأربعة من عمر البرلمان. أما في الدور الأول لبرلمان 2010 فقد نافسه الشوري أحمد بهزاد، ولكنه مُنِيَ بخسارة أمامه، وعاد قرار الشوريين بتزكية فخرو في الأدوار التشريعية الثلاثة من عمر البرلمان. واستمرت التزكية لغاية الدورين السابقين من الفصل التشريعي الحالي لبرلمان 2014. ومع بدء العد التنازلي لدور الانعقاد الجديد في أكتوبر المقبل، فقد تردد أن رئيسة لجنة الشؤون القانونية والتشريعية بالمجلس دلال الزايد تفكِّر في الترشح، وفي حال ثبَّتت قرارها بالترشح فستكون أول امرأة تنافس على موقع النائب الأول في تاريخ المجلس. ولم يسبق لامرأة مشرِّعة تولي منصب النائب الأول بالمجلس التشريعي المعين. أما بالنسبة لمركز النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى، فإنه موقع شهد تنافسا أكبر من السابق، وخصوصًا في الأدوار التشريعية الأربعة لعمر البرلمان الأول في العام 2002. وتنافس دور الانعقاد الأول من عمر البرلمان الأول 4 مرشحين، واستدعى الأمر إعادة الاقتراع لجولة ثانية من بين أعلى الشوريين أصواتا، وبما أسفر عن فوز عبدالحسن بوحسين بالموقع. وبدا لافتا في جولة الاقتراع ترشح الشوري أحمد بوعلاي بهذا المركز، وبما يخالف توجها عرفيا لتوزيع المواقع بين مكونات المجتمع، وحصل على 3 أصوات فقط. وعاد بوحسين للترشح في دور الانعقاد الثاني من برلمان 2002، ولكنه أخفق في تجديد ثقته أمام زميله خالد المسقطي، والذي كسب الجولة، وحلّ نائبا ثانيا للرئيس، ولمرة واحدة فقط في تاريخه البرلماني، ثم غادره لموقع آخر يتمثل في رئاسة لجنة الشؤون المالية والاقتصادية وما زال. واستطاع الشوري منصور بن رجب كسب أصوات زملائه في دور الانعقاد الثالث بفوزه على زميله خالد المسقطي، وجدَّد بن رجب الثقة به في دور الانعقاد الأخير من برلمان 2002، أمام منافسه عبدالمجيد الحواج. واللافت أن عدد الأصوات التي حصلها الشوري خالد المسقطي في دور الانعقاد الثالث (13) تساوي عدد الأصوات التي حصل عليها الشوري عبدالمجيد الحواج في دور الانعقاد الرابع (13). ولم يعد المسقطي ترشحه مرة أخرى لمركز النائب الثاني للرئاسة طوال فترة عضويته بالغرفة التشريعية المعينة منذ خسارته أمام بن رجب في 9 أكتوبر 2004. وانعكس هدوء مراكز النائبين في برلمان 2006 على اختيار الشورية أليس سمعان نائبًا ثانيًا للرئاسة، إذ جرى تزكيتها طوال أدوار الانعقاد الأربعة من عمر البرلمان، واعتبر اختيارها أكثر من رسالة، أولها تولي امرأة برلمانية موقعًا متقدمًا بمؤسسة دستورية، وثانيا إنها من بين الأقليات الدينية الأعضاء بالبرلمان. واعتبر يوم ترؤّس سمعان لجلسة مجلس الشورى حدثا بحرينيا وخليجيا وعربيا، إذ تزامن ذلك مع الافتتاح الملكي للمحكمة الدستورية، وارتباط الرئاسة والنائبين، مما أفسح المجال لرئاسة إمرأة عربية لجلسة برلمانية، ونشرت الصحافة غير البحرينية كثيرا عن ذلك. أما مجلس 2010، فقد حافظت بهية الجشي على موقعها نائبًا ثانيًا للرئاسة عدا عن جولة اقتراع خاضتها أمام سميرة بن رجب في دور الانعقاد الثاني، وأسفرت عن فوز الجشي بأغلبية ضئيلة، إذ فازت بـ 19 صوتا، مقابل 18 صوتا لبن رجب. وقالت الشورية دلال الزايد في هذه الجلسة (9 أكتوبر 2011): “كلتا الأختين سميرة رجب، وبهية الجشي محل ثقة، ولكننا كنا نود التغيير لا أكثر ولا أقل (...)”. وعكست هذه المرافعة من الزايد وجود أصوات بداخل المجلس تدفع نحو تجديد الوجوه بالمواقع المتقدمة بالمجلس. لكن لم يجرِ التنافس على الموقع في الدورين التشريعيين الثالث والرابع من برلمان 2010، وآل الموقع إلى الجشي بالتزكية. وعاد التنافس في برلمان 2014 مع تنافس جميلة سلمان مع جهاد الفاضل، والذي أسفر عن فوز سلمان، وآل الموقع للأخيرة بالتزكية في دور الانعقاد الماضي. أما دور الانعقاد الجديد فيبدو أن الموقع عرضة للتنافس بين 4 وجوه وربما يعود سيناريو ترشح 4 أعضاء في الدور الأول من برلمان 2002. والمرشحون الأربعة هم: جميلة سلمان، ورئيسة لجنة الخدمات جهاد الفاضل، وعضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني سوسن تقوي، والشوري أحمد العريض.