ب100 ألف زائر ونشاط ثقافي وإبداعي متنوع

معرض البحرين الدولي للكتاب يختتم نسخته السابعة عشرة

الجفير - هيئة البحرين للثقافة والآثار: اختتم معرض البحرين الدولي للكتاب في نسخته الـ17 فعالياته مساء أمس الأحد، إذ بلغ عدد زواره 100 ألف زائر على الأقل. وخلال فترة إقامته قدم المعرض على مدار 11 يوماً برنامجاً حافلاً بالأنشطة والعروض المختلفة، بالمشاركة مع ضيف شرف المعرض لهذه النسخة المملكة الأردنية الهاشمية. ومنذ انطلاقته يوم الخميس الموافق 24 مارس المنصرم، وبرعايةٍ سامية من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، قدم معرض البحرين الدولي للكتاب نموذجاً مشرفاً للمحافل الثقافية، بمشاركة أكثر من 380 دار نشر محلية وعربية وعالمية، توزعت في أكثر من 450 جناحا، على مساحة 8000 متر مربع تضمن استيعاب زوار المعرض الكرام. وفي موقعٍ إستراتيجي، محاط بالمنشئات الثقافية المهمة تم تشييد خيمة المعرض في زمنٍ قياسي لم يتجاوز 25 يوماً، لتتوسط مبنى المسرح الوطني ومتحف البحرين الوطني، يصلها الزوار بعد عبورهم جسر الثقافة الخشبي والممتد بطول 50 مترًا، كل تلك التفاصيل أضافت لتجربة زائر المعرض بُعداً جمالياً آخر. وفي خطوةٍ تسعى إلى تقريب المسافة بين المؤلف والجمهور، تم تكريس ركن التوقيع بالمعرض، إذ كان محطةً يومية احتفت بتوقيع ما لا يقل عن 12 كتاباً تراوحت مواضيعها بين الأدب، والفن، والثقافة، والشعر، كان من بينها كتاب “تفكر” المترجم للغة العربية، وهو باكورة إنتاج مشروع نقل المعارف الذي تهدف هيئة البحرين للثقافة والآثار من خلاله إلى إثراء المكتبات العربية بأهم الإبداعات الأجنبية المترجمة. كما تم تدشين 7 من أمهات الكتب والمؤلفات العالمية منها 6 كتبٍ مترجمة إلى اللعة العربية، فيما تُرجم كتاب “محمد بن خليفة (1813-1890): الأسطورة والتاريخ الموازي” إلى اللغة الإنجليزية. وانطلاقا من مبدأ المشاركة الثقافية، احتضن معرض البحرين الدولي للكتاب في هذه النسخة مشاركاتٍ مميزة من عددٍ من الجهات الحكومية والأهلية المهتمة بالثقافة، وعلى رأسها وزارة الثقافة الأردنية التي زينت سماء البحرين بنجوم أضاءت ليالي معرض الكتاب بمعية نخبة من الفنانين البحرينيين والخليجيين. واستمتع الجمهور طيلة أيام المعرض بفعالياتٍ ثقافية لم تخلُ من الإبداع والجمال، بدءًا من المعرض التشكيلي للمبدع خالد خريس، وانتهاءً بعرض الفيلم الوثائقي حول التجربة الفريدة (الطعام ثقافة)، مروراً بعددٍ من المحاضرات، والندوات، والأمسيات الموسيقية والسينمائية والشعرية المهمة، شاركت في إقامتها جهاتٌ محلية وخارجية كهيئة الشارقة للكتاب التي قدمت فعالية “أصوات من الإمارات” إنصافاً للشعر والشعراء، ومهرجان تاء الشباب الذي استحضر المحبة في حوارٍ موسيقي بحريني أردني بفعالية بعنوان “بتصرف”. وبمزيدٍ من مظاهر الاحتفاء بالثقافة وروادها، أُعلنَ في اليوم الثالث للمعرض عن الفائز بجائزة البحرين للكتاب 2016، إذ فاز بها كتاب “قرية الدوايمة” لكاتبه الباحث الأردني الأستاذ حسن أبو صبيح، واتخذت الجائزة “الوعي الأثري وذاكرة الأوطان” مبحثاً لها. وفي السياق ذاته تم الإعلان عن الفائز بحائزة محمد البنكي لشخصية العام الثقافي، وفاز بها الروائي والكاتب الكويتي سعود السنعوسي كأحد المبدعين الشباب الذين ساهموا في النهوض بفن الرواية الخليجية والعربية عموما. وفي خضم تلك الفعاليات والبرامج الثقافية العديدة، لم يغفل معرض البحرين الدولي للكتاب في نسخته الـ17عن الطفل، فقد خَصص بالتعاون مع بيت سرد الثقافي ركناً يُعنى بكل ما يتعلق بالقراء الصغار من قصصٍ ومجلاتٍ وبرامج تعليمية، وألعابٍ مفيدة، واستقبل ركن الأطفال ما يزيد عن 15 ألف طفلٍ في حضورٍ لافت يبشر بجيلٍ قادم من المثقفين. كما قدم هذا الركن فعالياتٍ جمعت بين التسلية والفائدة، كالمسابقات والمسرحيات، وقراءات القصص التي استمرت في فترتي الصباح والمساء طوال أيام المعرض. وتتواصل جهود هيئة البحرين للثقافة والآثار من خلال إقامة مثل هذه المحافل المهمة بشكل دوري، والتي من شأنها تعزيز دور مملكة البحرين في مجالات الثقافة والآثار والتراث والفن، ويأتي معرض البحرين الدولي للكتاب ضمن مهرجان ربيع الثقافة الحادي عشر وتزامنا مع برنامج هيئة البحرين للثقافة والآثار للعام 2016 الذي يحمل شعار “وجهتك البحرين”.