في لحظة، وأنت تضحك، تخطط، أو حتى نائم بأمان، يداهمك وجع لا يشبه أي وجع يطعن عظامك، يضيق نفسك، ويخطف منك يومك بدون رحمة.
السكلر؟ ليس مجرد مرض دم.
هو حرب داخل الجسد، غدر لا يختار ميعادًا، ولا يستأذن لحظة.
تقول: “أنا اليوم بخير”، وفجأة تجد نفسك في الطوارئ، تتنفس ألمًا، وتتوسل لجرعة مورفين تنقذك.
غدرته لا تراعي ظرفًا، ولا تنتظر وقتًا مناسبًا. ولهذا السكلر لا يُفهم إلا ممن عاشه.
ارفقوا بأصحاب السكلر، فكل ابتسامة يخفون خلفها صبرًا، وكل غياب عن الحياة تخفيه معركة في غرفة مستشفى.
وغدرة السكلر؟ ليست ألمًا جسديًا فقط، بل خوفًا يتجدد مع كل برودة غريبة، أو خدر مفاجئ في الأطراف.
يسأل المريض نفسه في قلق:
“هل بدأت النوبة؟ هل الليلة سأعود إلى الطوارئ؟”
إنه وجع لا تلتقطه التحاليل، ولا تراه العيون.
يبدو المريض طبيعيًا في نظر من حوله، لكنه ينهار من الداخل بصمت.
هذا المرض يعلّم الصبر، ويُجبر الإنسان أن يكبر قبل وقته، ويفهم قيمة الرحمة، والنعمة، والتفاصيل الصغيرة التي تتحول في حياة المصابين إلى أمنيات.
لكن، رغم الغدر نحن أقوى.
نتنفس رغم الألم، نبتسم رغم الغصة، ونسير في الحياة، وكل خطوة نخطوها تُحسب لنا بطولة.
طالبة علاقات عامة – جامعة البحرين
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |