الموضوع الذي أود الحديث عنه يُعدّ موضوعاً مهماً، ويُعتبر ركناً أساسياً من أركان بناء المجتمع وتماسكه وترابطه ووحدته. فعندما يكون حديثنا عن “الهوية الوطنية”، فإننا نتحدث عن ذلك الشعور العميق تجاه الوطن، وعن الولاء والانتماء الوطني، والمشاركة الحقيقية والفاعلة في تنمية وبناء الوطن. فهذا المفهوم العظيم يُشكل الحصن الراسخ والداعم الأول لتثبيت دعائم وهوية ومكتسبات هذا الوطن وحمايته.

وفي سياق التأكيد على الثوابت الوطنية وقيمنا الأساسية، دائماً ما يؤكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، في جميع مناسباتنا الوطنية، على أن مملكة البحرين دولة راسخة الهوية، محافظة على قيمها وتاريخها، حيث تأتي كلمات جلالته لتمثل اعتزاز القائد بأفراد وفئات هذا المجتمع العزيز.

إن هويتنا الوطنية البحرينية هي هوية أصيلة وثابتة، تتجسد في عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وطبيعة مشاركتنا الاجتماعية. فالحفاظ على هذه الثوابت والقواعد الأساسية يُعدّ واجباً علينا وعلى جميع أفراد المجتمع، فالأسرة تزرع في نفوس أبنائها حب الوطن والانتماء إليه، والدفاع عن مكتسباته ونجاحاته وإنجازاته الوطنية. فهذه القيمة الوطنية تُعتبر جزءاً أساسياً من هوية الفرد، وتلعب دوراً محورياً في تشكيل الشخصية البحرينية المخلصة.

ولا يفوتني في هذا المقال أن أتحدث عن الدور الكبير والمهم للتعليم، الذي يُعد أداة فاعلة وضرورية في دعم هذا المفهوم الوطني، فالتعليم عنصر مهم وأساسي في تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ وتكريس مبادئها، وهو الشريان الذي يُغذي الإنسان بقواعد الانتماء الوطني والمشاركة الحقيقية في بناء الوطن.

ومن أجل تعزيز هذه القيم والمبادئ الأساسية في نفوسنا، فإنه من الضروري الالتفاف حول وطننا الغالي وقيادتنا، وأن نستمر في نقل هذه القيم الوطنية إلى جميع أبناء الوطن، من أجل أن نُعزز هذه القواعد الأساسية لديهم. فإن تعزيز هويتنا الوطنية يمكنه أن يُسهم وبشكل كبير في بناء المجتمع وتطويره وتقدمه، وهذا ما نريده لمملكتنا الغالية، من أجل أن تصبح نموذجاً مختلفاً في هذا الشأن الوطني العميق.