يعتبر الذكاء من المصطلحات المتعلقة بالعقل البشري ، بل هو أعلى وأدق الممارسات العقلية ؛ وبالفهم والإدراك يتميز عمل العقل عن غيره من المخلوقات ، ومع التقدم العلمي ظهر " الذكاء الاصطناعي " (Artificial Intelligence) فشكل إضافة كبيرة لهذا العصر الحديث ، فهو أحد فروع علم الحاسوب، وإحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في هذا العصر ، فالذكاء الاصطناعي يقوم وفق برمجيات وخوارزميات تقوم على وضع خطوات وترتيبها منطقيا تسلسليا من أجل الوصول إلى النتيجة النهائية .
وقد قامت الشركات باستحداث برامج تعمل في هذا المجال ، حيث توفر هذه البرامج المعلومات الكثيرة،.
وقد بات هذا المجال محل اهتمام الباحثين في مجال الشريعة الإسلامية في شتى المجالاتها : العقدية والأصولية والحديثية ، والفقهية وغيرها .
والسؤال الذي يطرح نفسه : هل يمكن الاعتماد على هذه البرامج لمعرفة نتائج البحث الفقهي واستخراج الحكم الشرعي منه ؟
لمعرفة الإجابة عن هذا السؤال سوف ندخل إلى أحد برامج الذكاء الاصطناعي ونرى معكم الإجابة !
السؤال : ما حكم إخراج زكاة الفطر نقدا من خلال التفكير المقاصدي المنظومي ؟
الإجابة من الذكاء الاصطناعي:
1- تحديد الإطار العام للمسألة
إخراج زكاة الفطر نقدًا هو مسألة خلافية بين الفقهاء، بين من يلتزم بالنص الحرفي ويشترط إخراجها طعامًا، وبين من ينظر إلى مقاصد التشريع ويجيز النقد إذا كان يحقق الغاية المطلوبة.
سياق زكاة الفطر، يمكن توظيف هذا النوع من التفكير عبر:
• تحليل مستويات الفهم الفقهي: إدراك أن الفقهاء اختلفوا بناءً على مناهج استدلال مختلفة (ظاهر النص، المقاصد، الأعراف المتغيرة).
• التفكير في التفكير: مراجعة كيفية تشكل الأحكام بناءً على السياق الزمني والمكاني، وهل يتطلب الأمر إعادة النظر بناءً على تغير الواقع؟
• نقد الافتراضات: هل الافتراض بأن الطعام هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق مقصود زكاة الفطر لا يزال صالحًا اليوم؟ أم أن النقد يمكن أن يكون وسيلة أكثر تحقيقًا للمقصود؟
اختلف الفقهاء في حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا على قولين رئيسيين:-القول الأول: عدم الجواز (وذكر الأقوال والأدلة)-القول الثاني: الجواز(وذكر الأقوال والأدلة) مراعاة للإختصار تم حذفه .
ثانيًا: الفكر المقاصدي وتحليل المسألة
• تحقيق الكفاية للفقير: إذا كان الفقير بحاجة إلى المال أكثر من الطعام، فإعطاؤه النقد يحقق المقصد بشكل أفضل.
• مقصد الإغناء يوم العيد: الأصل أن يشعر الفقير بالكفاية، وهذا قد يتحقق بالنقد أكثر من الطعام في بعض السياقات.
• مقصد التيسير: إخراج النقود قد يكون أسهل للناس في التحصيل والتوزيع، مما يساعدهم على الامتثال للعبادة ، ويمنع الهدر في الطعام.
• مقصد تحقيق العدالة الاجتماعية: قد يحتاج الفقير إلى سداد ديونه أو شراء احتياجات غير الطعام، مما يجعل المال أكثر منفعة له.
• مراعاة تغير العرف والأحوال: في زمن النبي ﷺ، كان الطعام هو الوسيلة الأكثر نفعًا، أما اليوم فقد يكون المال أنفع.
ثالثًا: التفكير المنظومي النقدي في المسألة
التفكير المنظومي يعتمد على تحليل جميع الأبعاد والعلاقات، ومنها:
• البعد الفقهي: جمهور العلماء منعوا النقد، لكن بعضهم أجازه للحاجة.
• البعد الاجتماعي: الفقراء اليوم قد يحتاجون للمال أكثر من الطعام.
• البعد الاقتصادي: المال قد يكون أيسر في التداول وأقل هدرًا من توزيع الطعام.
رابعاً: استخدام التفكير فوق الإدراكي في تقييم الأدلة والمآلات
• النظر في الدليل الشرعي: هل الأمر الوارد في الحديث (إخراجها طعامًا) هو تعبدي محض أم وسيلة لتحقيق مقصد الإغناء؟
• تحليل الواقع المتغير: هل ما كان ينطبق على مجتمع زراعي في عصر النبوة ينطبق على المجتمعات النقدية الحديثة؟
• مراعاة مآلات الفتوى: أي الخيارين (الطعام أو النقد) يحقق المقصد بأفضل طريقة دون إخلال بالمنظومة الشرعية؟
• الخلاصة من الناحية الفقهية والمقاصدية :
• من ناحية فقهية، الأصل هو إخراجها طعامًا، لكن إذا دعت الحاجة وكان النقد أنفع، فهناك اجتهادات معتبرة تجيزه.
• من ناحية مقاصدية، المقصد الأعظم هو تحقيق كفاية الفقير، والنقد قد يكون أحيانًا أبلغ في ذلك. ونجد أن المسألة ليست مجرد "جواز أو عدم جواز"، بل تتطلب تحليلًا أعمق لأبعادها الفقهية، المقاصدية، والاجتماعية، فإن الموازنة بين الأدلة الشرعية والواقع المعاصر مهم في ترجيح الفتوى.
• إذا كان الهدف تحقيق الإغناء، فإن النقد قد يكون أكثر تحقيقًا لهذا المقصد في بعض البيئات، بينما في بيئات أخرى قد يكون الطعام أفضل.
• التوازن بين ظاهر النص ومقاصده يتطلب مرونة فقهية تستند إلى فهم السياقات وتقدير المصلحة الحقيقية للفقراء.
وبناءً عليه:
• إخراج الطعام هو الأصل بناءً على ظاهر النص.
• إخراج النقد جائز عند الحاجة إذا كان يحقق المقصد بشكل أفضل، وهذا اجتهاد له وجاهته بناءً على التفكير المقاصدي والتقدير الواقعي.
• الأفضل ترك تحديد ذلك لأهل العلم والمؤسسات الإغاثية التي تقدر أي الوسيلتين أنفع في السياق المعين.
وبناءً عليه، فمن أخذ بقول الجمهور وأخرجها طعامًا فهو على الأصل، ومن أخذ بقول من أجاز النقد للحاجة فهو على اجتهاد له سنده الشرعي، بشرط أن يكون ذلك تحت إشراف أهل العلم الذين ينظرون في المصالح والمفاسد .
"انتهى البحث من احد موقع الذكاء الاصطناعي ".
بعد هذه الجواب يتضح لنا أمور منها :
- الذكاء الاصطناعي يعمل على تحليل ومعالجة الكم الهائل من المعلومات المتاحة في الكتب والمراجع والفتاوى والمقالات السابقة المتاحة له فقط ، وباستخدام تقنيات التعلم الآلي، و يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم إجابات سريعة ودقيقة وذلك فقط اذا توفرت تلك المعلومات بشكل صحيح .
- أما المسائل التي تحتاج الى نظر ومعرفة الواقع مثل: فتاوى الطلاق، فهي تحتاج إلى حوار مع الأطراف والوقوف على ملابسات الألفاظ التي تصدر، ومعرفة درجات الغضب، فقد يكون الطلاق متحققاً ، وايضاً المسائل المستجدة التي لم يبحث فيها من قبل؛ فلا يمكنه ،ذلك لعدم توافر المعلومات عنها .
وهذا لا يعني عدم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي فمن خلال ما سبق من بحث "حكم زكاة الفطر نقدا " وجدنا ما يلي من إيجابيات وسلبيات:
فمن إيجابيات الذكاء الاصطناعي في بحث المسألة الفقهية :
1. القدرة على تصنيف وترتيب الأقوال الفقهية والأحكام الشرعية وفقًا للمواضيع والمراجع وبترتيب عصري رائع .
2. يمكن استثمار ذلك في المواقع المعتمدة للفقهاء والمراجع المجتهدين على شبكة التواصل وغيرها وبذلك يمكن للباحثين أن يجدوا المعلومات بسهولة ويسر، ويمكن للباحثين التواصل المباشر مع المراجع الدينية والعلماء المعتبرين، و يمكن للأفراد طرح أسئلتهم والحصول على الإجابات بشكل مباشر وفوري.
3. تدريب الباحث الفقهي على الصياغة الفقهية والترتيب المنطقي المناسب ؛ فهو يمكّن الباحثين من الوصول إلى مصادر كثيرة للأقوال الفقهية بسهولة .
• ومن سلبيات الذكاء الاصطناعي على البحث الفقهي :
الذكاء الاصطناعي له بعض الآثار السلبية خصوصاً عندما يتعلق الأمر :
1. السرقة العلمية والتعدي على حقوق الملكية الفردية .
2. إصدار بعض الفتاوى الخاطئة ، وذلك لقصوره عن الفهم البشري، حيث تعتمد بعض القضايا الفقهية على تقدير المصالح والمفاسد و سد الذرائع، و تغير العرف، وقاعدة العادة محكمة ، فيختلف هذا من مجتمع إلى الآخر ، فلا يستطيع الذكاء الاصطناعي الترجيح فيها حيث يعتبر فهم السياق والتفاصيل الدقيقة في الأسئلة الشرعية والتحليل العميق للنصوص الدينية من مهارات العلماء والمراجع الدينية .
3. لا يتيح للمسلم التحقق من صحة المعلومات، حيث يواجه الأفراد في عصر التكنولوجيا الحديثة تحدي هو التحقق من صحة المعلومات التي يتلقونها من مصادر مختلفة ، فهناك بعض المواقع المشبوهة التي تعتمد على اقوال شاذة تخالف ما عليه إجماع المذاهب. مما يترتب على هذا فوضى في الفتوى والبحث الفقهي .
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |