ليلةٌ رمضانيةٌ مباركةٌ وشهرٌ كريمٌ بخيراته على البشرية، استبشرنا به خيرًا، إلا أنّه خُتم برحيل قامةٍ تربويةٍ ورمزٍ من رموز العلم في قرية عالي، فتوشحت عالي بالسواد حزنًا. فقد وقع خبر وفاة الأستاذ المربي الفاضل، العمّ علي الملا، كالصاعقة على الجميع، ممن عرفوا هذا المعلم الجليل.
لقد كان أبًا ومربيًا فاضلًا، تتلمذنا على يديه، فهو أول معلم في قرية عالي، أحبَّ مهنته وعشق رسالته، وكان يبقى لما بعد الدوام المدرسي لإنجاز الأعمال اليومية، غير أنّ ذلك لم يمنعه من مزاولة أعمالٍ أخرى بعد انتهاء اليوم الدراسي، فكان قدوةً في الجد والاجتهاد وحبّ العمل.
لم يقتصر تأثيره على أبناء قرية عالي فحسب، بل امتدّ إلى القرى المجاورة التي التحق أبناؤها بمدرسة عالي، حيث كان الهدف الأول لكل رجلٍ في ذلك الزمن تأمين حياةٍ كريمةٍ لعائلته، وكان المربي علي الملا مثالًا للأب الحنون والمربي المخلص، الذي غرس القيم الدينية والاجتماعية في طلابه، كما كان رائدًا في العمل التطوعي والخيري في منطقة عالي. لقد كان أبًا للجميع، ليس لأبنائه فقط، بل لكل من اتخذه قدوةً وسار على خطاه في هذه الحياة.
لكن، "لكل أمة أجل، فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعةً ولا يستقدمون"، فقد حانت لحظة الفراق التي لا رجوع منها، وبزغ فجرُ يومٍ جديدٍ على رحيل هذه القامة العزيزة على قلوب محبيه. لا نقول إلا "إنا لله وإنا إليه راجعون" و "يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضيةً مرضيةً، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
رحمك الله أيها المربي الفاضل، وجبر كسر القلوب المحبة لك، ونسأله تعالى أن يسكنك فسيح جناته، ويلهم أهلك ومحبيك الصبر والسلوان.
لروحه وأرواح المؤمنين والمؤمنات ثواب سورة الفاتحة، سائلين الله أن يتغمدهم برحمته، ويجعلهم في زمرة محمد وآل محمد، وحسن أولئك رفيقًا.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |