الوعد بجائزة هو إعلان عام يتعهد فيه شخص (الواعد) بمنح جائزة لمن ينجز عملًا معيناً أو يعثر على شيء مفقود، ويُعد هذا الالتزام من التصرفات القانونية أحادية الطرف التي ترتب التزاماً على الواعد بمجرد قيام الطرف الآخر بالعمل المطلوب، حتى لو كان هذا الشخص جاهلًا بالوعد وقت قيامه بالعمل. 
والوعد بجائزة يُعد من التصرفات القانونية التي تساهم في تشجيع الأفراد على القيام بأعمال مفيدة لضمان صحته، ويجب أن تتوفر فيه الشروط القانونية والشرعية المتعلقة بالإرادة، المحل، السبب، الأهلية، والعلانية، والالتزام الناتج عن الوعد يُرتب مسؤولية قانونية على الواعد، مما يجعل من الضروري الالتزام بالدقة والوضوح عند إصدار مثل هذه الوعود.
ومن هذا النص يتضح أنه يلزم في الوعد بجائزة الشروط الآتية:
 أولاً: أن تصدر من الواعد إرادة جدية تتجه إلى الالتزام، فالشخص الذي يعلق مثلاً عن جائزة لمن يكشف عيباً في بضاعة ينتجها لا تكون إرادته في هذا الوعد إرادة جدية من شأنها أن تنشئ التزاماً في ذمته، لأنه لم يقصد أن يلتزم ولا يريد أن يتحقق أجله يمكن أن تستحق الجائزة، وإنما هو يبغي الإعلان عن بضاعته العمل الذي والترويج لها.
ويجب أن يتوافر المحل والسبب بشروطهما القانونية، وأن تتوفر الأهلية اللازمة لدى الواعد، وأن تكون إرادته سليمة غير مشوبة بعيب من عيوب الرضاء.
ثانياً : أن يكون الوعد موجها إلى الجمهور، أي إلى أشخاص غير معينين بذواتهم ، فإن كان موجهاً إلى أشخاص معينين بذواتهم كان إيجاباً عادياً تسرى عليه القواعد التي تحكم الإيجاب والتي سبقت دراستها عند استعراض وجود الرضاء ، والوعد بجائزة الموجه للجمهور ، يمكن أن تكون له في العمل صور كثيرة ، فمن يفقد شيئاً عزيزاً لديه أو ذا أهمية خاصة ، يمكنه أن يحث الناس على البحث عنه عن طريق الإعلان عن جائزة لمن يعثر عليه ، كذا يمكن أن يتخذ الوعد بالجائزة وسيلة لتشجيع ناحية معينة من نواحي البحث العلمي أو الإنتاج الفني بالإعلان عن جائزة لمن ينجز أعمالاً معينة فيها ، وغير ذلك من الأمثلة .
ثالثاً: أن يوجه الوعد إلى الجمهور علناً، أي بوسيلة من وسائل الإعلام، كالصحافة والإذاعة، أو بالنشرات أو المناداة في الأماكن العامة، بحيث يصل إلى عدد كبير من الناس.
رابعاً: أن تكون هناك جائزة يوعد بها من يقوم بعمل معين، والجائزة قد تكون ذات قيمة مالية (نقوداً أو ميزات عينية أو تيسيرات معينة)، وقد تكون ذات قيمة أدبية كشهادة تقدير أو رمز للتفوق (ميدالية أو وسام أو كأس) والعمل الذي يطلب القيام به يجب أن يكون المرض محدداً، ولو بصورة عامة فقد تكون الجائزة لمن يكتشف علاجاً محدد، أو لمن يصل إلى اكتشاف علاج لأي مرض مستعص دون تحديد هذا المرض.
الآثار القانونية للوعد بجائزة: 
1- التزام الواعد بتنفيذ الوعد: بمجرد قيام شخص بالعمل المطلوب، يلتزم الواعد بمنح الجائزة، حتى لو كان الشخص الذي قام بالعمل جاهلًا بالوعد وقت قيامه بالعمل. 
مثال: إذا وجد شخص شيئاً مفقوداً وأعاده لصاحبه دون علمه بالإعلان عن الجائزة، فإنه يستحق الجائزة.
2- انتهاء الالتزام: ينتهي الالتزام إذا قام أحد الأشخاص بالعمل المطلوب وحصل على الجائزة، ثم انقضت المهلة الزمنية المحددة للوعد دون أن ينجز أحد العمل، ومن ثم تم سحب الوعد قبل أن يقوم أحد بالعمل. 
3- سحب الوعد: يجوز للواعد أن يسحب وعده، بشرط أن يتم السحب بنفس الوسيلة التي تم بها الإعلان عن الوعد، وأن يكون السحب قبل أن ينجز أحد العمل المطلوب.
يُعد الوعد بجائزة من التصرفات القانونية التي تلعب دوراً هاماً في تحفيز الأفراد على القيام بأعمال مفيدة للمجتمع، سواء في مجال البحث العلمي، أو الإنتاج الفني، أو العثور على أشياء مفقودة، ونظراً لكونه التزاماً قانونياً من طرف واحد، فإنه يخضع لشروط وضوابط تضمن جدية الواعد وصحة التزامه، مما يجعل الوفاء به أمراً لازماً بمجرد تحقق العمل المطلوب.
وقد تناول الفقيه عبد الرزاق السنهوري هذا الموضوع مبيناً أن الوعد بجائزة، على الرغم من كونه تصرفًا انفرادياً، إلا أنه يُنشئ التزاماً قانونياً بمجرد تنفيذ العمل، حتى لو لم يكن القائم به عالماً مسبقاً بالوعد، وأكد السنهوري أن هذا الالتزام لا يتطلب قبولاً صريحاً من الشخص الذي قام بالعمل، بل يكفي أن يؤدى الفعل المطلوب حتى يستحق الجائزة، ما لم يتم سحب الوعد قبل إنجاز العمل وبالطريقة ذاتها التي أُعلن بها.
وبذلك فإن الوعد بجائزة يُمثل أداة قانونية فعالة لتعزيز المبادرات الفردية وتحقيق المنفعة العامة، لكنه يتطلب الوضوح في شروطه وآثاره حتى لا يكون محل نزاع أو سوء فهم، خاصة فيما يتعلق بسحب الوعد أو انتهاء الالتزام.