أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
بسم الله الرحمن الرحيم
(فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (21) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ (22)).
إن صلة الرحم من الواجبات التي أمر الله بها، وهي من الأعمال التي يحبها سبحانه وتعالى، فقد جعل وصل الأرحام سببًا للبركة في العمر والرزق. ومع ذلك، يخطئ بعض الناس في فهم معناها، فيعتقدون أنها تعني المعاملة بالمثل فقط، فيقول أحدهم: "من يصلني سأصله، ومن يعطيني سأعطيه، ومن يزورني سأزوره"، وهذا مفهوم خاطئ لصلة الرحم.
بيَّن النبي ﷺ ذلك في حديثه الشريف: "ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها"، أي أن الواصل الحقيقي هو الذي يستمر في صلة أرحامه حتى لو قطعوه.
للأسف، أصبحت القطيعة بين الأرحام أمرًا شائعًا لأسباب تافهة، وأبرزها المال والميراث، حيث تتفرق العائلات وتنقطع الصلات بعد وفاة الوالدين بسبب الخلاف على تقسيم التركة.
وما يزيد الأمر سوءًا أن البعض يقضي ساعات طويلة في التواصل مع الغرباء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويبذل لهم المال والجهد، بينما يهمل أقاربه الذين هم أحق بالصلة والمودة.
قد يتساءل البعض: من هم الأرحام الذين يجب أن أصلهم؟ والإجابة أنهم أقاربك من جهة الأب والأم، مثل الإخوة والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، وعمات الأب وخالات الأم، وكل من تستطيع أن تصلهم من أقاربك، فهؤلاء لهم حق الصلة، حتى وإن قطعوك.
نصيحة أخوية
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، لنغتنم هذه الفرصة لبرّ أرحامنا، وزيارة أقاربنا، والإحسان إلى الجيران، ونجعل هذا الشهر بدايةً جديدةً في صلة الأرحام والتقرب من أهلنا، فذلك من أسباب رضا الله ودوام البركة.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |