بعد اتفاقية باريس للمناخ شرعت العديد من الدول لخفض بصمتها الكربونية وتقليل الانبعاثات لتخفيف تأثير الاحتباس الحراري الذي سبب في ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات وغيرها، وكانت نسبة الانبعاثات من القطاع الصناعي والطاقة اكثر من 73%، ولمواكبة هذا التطور قامت شركات السيارت في تصنيع السيارات الكهربائية في محاولة منها للمحافظة على حصتها في السوق وكذلك الحصول على الدعم من الحكومات والمنظمات الدولية مدعومة بتشريعات لحماية البيئة، وعلى الرغم من انها لا زالت امرا مستحدثا على المستهلكين وحاجتها الى وجود البنية تحتية اللازمة من محطات شحن وعدم قدرتها على السير لمسافات طويلة مثل السيارت العادية الا ان الطلب عليها في ازدياد حيث من المتوقع في الصين ان يفوق انتاج السيارات الكهربائية على السيارت العادية هذا العام، وقامت دولتي السعودية والإمارات ببناء مصانع للسيارت الكهربائية مستهدفة السوق المحلية والعالمية، مملكة البحرين لم تفوت فرصة للاستثمار في هذا المجال مبكرا وخاصة ان الإقبال عليها محليا لا يزال اقل من دول الجوار
لكن ماذا عن البترول الذي كان شريان القطاع النفطي؟ لقد انخفض بالفعل استخدام البترول او الجازولين عالميا، ومثل شركات السيارت قامت شركة إكسون موبيل والتي تعتبر احد كبرى شركات النفط العالمية والأكثر ربحية في دراسة هذا التغيير الطارئ في سوق النفط وغيرت استراتجيتها الى تقليل انتاج البترول والاستثمار في انتاج البتروكيماويات التي لن تتأثر بشكل كبير بل الطلب متزايد عليها سنويا، فتم رسم الخطط في تغيير تكرير النفط والتركيز على الحصول على المواد البتروكيماوية التي تستعمل في البلاستيك وزيوت التشحيم والتي يصعب استبدالها بمواد صديقة للبيئة، وبينما انخفض الطلب على البترول ارتفع الطلب على الديزل بشكل كبير فقامت الشركة في زيادة إنتاجه من مصافيها في مختلف أنحاء العالم مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وسنغافورة وقللت المواد الاقل ربحية مثل زيت الوقود وركزت على زيوت التشحيم
خيار اخر نظرت اليه اكسون وهو الوقود الحيوي(bio fuel) والذي يعد استثمار منخفض القيمة مقارنة ببناء مصافي جديدة والذي يقوم على الزيوت النباتية والمواد المعاد تدويرها، اما الشركات الأخرى خطت خطوات مماثلة وركزت على رفع الكفاءة التشغيلية وزيادة الربحية وخفض الانبعاثات الكربونية
هل من الممكن الاستفادة من السيارت الكهربائية مع زيوت التشحيم في نفس الوقت؟
تجيبنا أرامكو
ففي كوريا الجنوبية احدى اكبر مصدري السيارت نظروا مع أرامكو للسيارات الكهربائية على انها فرصة للاستثمار، فقامت شركة أرامكو مع شركة هونداي بتوسيع المصافي لانتاج زيوت تشحيم السيارت الكهربائية والتي تشهد طلبا عاليا غير مسبوق بل وتعدى إلى استخدامات أخرى مثل سوائل التبريد لمراكز البيانات وأنظمة تخزين الطاقة
كل هذا التحول سيكون تدريجي وسلس ومدروس و بدت بوادره بظهور السيارات الهجينة التي تعمل بالطاقة الكهربائية مع البترول، مملكة البحرين لم تفوت الاستثمار مبكرا في هذا القطاع الواعد مستقبلا وخاصة بعد تبنيها الحياد الصفري في الانبعاثات الكربونية 2060، وتكون هي الرائدة ومركزا لصنع القرار في القطاع الصناعي والنفطي
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |