العدد 5965
الأربعاء 12 فبراير 2025
صناع الهوية ومشاعل النور
الأحد 12 يناير 2025

" قفوا في وجه الجهل كالصخور الراسخة ، واصنعوا من العلم سلاحاً يُبدد ظلام التخلف ، ليكن العلم رسالتكم ، والإلهام هدفكم ولتكن أيديكم هي التي تحمل مشاعل المعرفة لتنيروا به دروب الأجيال القادمة "
.....
الملهمون هم صُنّاع الهوية الحقيقية ، وحملة المشاعل التي تُنير دروب الحياة ، يوقظون في النفوس نداء الطموح ، ويبعثون فيها وهج الأمل ، يُزيحون الغشاوة عن البصائر، ويُحيون في الأرواح جذوة الإبداع ، ليغرسوا في قلوب البشر إيمانًا عميقًا بقدرتهم على تجاوز المستحيل وتحقيق العظائم .
والملهمون من العلماء هم الذين يُدركون أن الهوية الحقيقية تُبنى بالمعرفة ، وأن الجهل هو العدو الأكبر الذي يجب أن يُقاوم بكل ما أوتيت البشرية من قوة .
فإن كان للعظمة وجهٌ ، فإن العلم هو ملامحه ، وإن كان للإلهام نبضٌ ، فإن العلماء هم شرايينه ، ما فتئ العلمُ عبر العصور مصباحَ الإنسانية الذي بدَّد ظلمات الجهل ، وأضاء لها دروب التقدم والرقي ، والملهمون الذين حملوا لواء العلم هم الأبطال الذين نحتوا أسماءهم على صفحات التاريخ ، ليس بحروف من ذهب ، بل بإنجازاتٍ غيرت مجرى الوجود ، وارتقت بالحضارات .
وحين نتحدث عن العلم ودوره في صياغة الهوية ، فإننا نتحدث عن القوة التي تجعل الإنسان سيد مصيره ، لا أسير ظروفه ، إن العلم هو السلاح الذي يُواجه به الجهل ، وهو الدرع الذي يحمي الأمم من الإنهيار ، إنه اللسان الذي تُخاطب به الحضارات بعضها ، والجسر الذي تعبر عليه الشعوب نحو مستقبل يليق بإنسانيتها .
وحين نتأمل في العلماء الذين خطّوا للبشرية مسارات التقدم ، كيف أصبحوا أعلاماً تُرفرف على قمم المجد. " ابن سينا " الذي جعل من الطب علمًا يداوي الجسد والروح ، و" جابر بن حيان " ، الذي أسس علم الكيمياء ، و" كوبرنيكوس " ، الذي حرر العقول من أسر الخرافات ، هؤلاء وغيرهم كانوا أبطالًا للعلم ، ورواداً للإلهام ، قادوا البشرية من ضيق الجهل إلى رحابة المعرفة .
إن العلم في يد الملهمين ليس مجرد أرقام ومعادلات ، بل هو قوة خالقة تُشكل المستقبل وتعيد صياغة الحاضر. هو ذلك السحر الذي يحول الأفكار إلى إنجازات ، والتجارب إلى معجزات ، إنه الشعلة التي تحملها الأجيال ، فتُشعل بها نيران النهضة وتُبقي على جذوة الأمل متقدة في وجه كل عاصفة .
إن دور العلم في بناء الهوية لا يقتصر على تحقيق التقدم المادي ، بل يمتد ليُعمق الفهم الإنساني ، ويُرسخ القيم التي تجعل من الإنسان كائنًا أسمى .
وإلى كل باحث عن المجد الحقيقى ابحث عن العلم واجعل منه رايتك ، كن من أولئك الذين يرفعون مشعل الفكر، ويُشعلون في قلوب الآخرين لهيب الشغف بالمعرفة ، لا تكن مجرد متلقٍ بل كن فاعلاً ، واجعل من حياتك رسالة تُمجد العلم ، وتُحيي القيم ، وتُعيد للإنسانية مجدها .
فإنه الإرث الذي لا يزول ، والكنز الذي لا ينضب ، هو الحبل الذي يربطنا بالمستقبل ، وهو المرآة التي تعكس جوهر هويتنا ، والملهمون هم أولئك الذين جعلوا من العلم نبراساً يهدون به التائهين ، وسيفاً يقطعون به أوصال التخلف ، وجسراً يعبرون عليه إلى رحاب التقدم .
فليكن العلم رسالتك ، وليكن الإلهام غايتك ، ولتكن أنت من يحمل شعلة المعرفة إلى الأجيال القادمة ، فتكون صانعاً للهوية ، وبانياً للمستقبل ، ومصدراً للنور الذي لا يخبو أبداً .

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية