صلة الرحم، كلمتان متصلتان، لكن عندما نتمعن فيهما ندرك الحجم العاطفي الذي تحمله الكلمتان. لقد خُلقنا في أرحام أمهاتنا اللاتي لولاهنّ لما كنا متواجدين في هذه الحياة، لكن لا يكفي أننا خُلقنا فقط بل الأمومة هي أكبر من ذلك، وهي عبارة عن شجرة كبيرة متفرعة الأغصان تصلنا بالأرحام وهي العائلة، فما واجبنا الاجتماعي تجاههم وكيف لنا أن نصل بهم بعدل؟
ترددت على مسامعي ومسامعكم العديد من الكلمات والجُمل التي تظهر لنا مكانة الأُم ومكانة العائلة، فقد صنعت هذه الكلمات لدى البعض الوعي بأهمية تواجد أفراد من ذات نسله حوله، لكن هناك من لا يدرك حجم العائلة لأسباب عديدة تواجدت في البيئة المحيطة به وقد تكون أغلبها سلبية، تسببت في نفور هؤلاء الأشخاص من الوصل، لربما هذا ما نتج لنا عن حب الذات والفوقية وعدم الالتحام ما بين بعض الاخوة والعوائل، فكيف سيتكون مفهوم القرابة في بيئة مسممة بملذات الحياة ولم تمسها حلاوة الأخوة والترابط فيما بينهم.
نحن اليوم في امتحان كبير أمام أنفسنا، حيث نواجه الكثير من المشتتات التي قد تشغلنا عن بعض الالتزامات الاجتماعية بحق الأقارب، ولا أعني الأقارب بشكل عام بل أخص أقارب الدرجة الأولى. دعوني أقول نعم ليست كل تجربة مثل الأخرى وليس كل أخ يستند عليه؛ لأنهُ لكلّ قاعدة شواذ، لكن لا نستسلم لهذه النماذج السلبية ونمتنع عن أداء واجبنا الاجتماعي الذي هو علاج أكثر من كونه واجباً، فكل دقيقة برفقة الأهل الإيجابيين المحبين لنا تصنع طاقتنا لمواجهة الصعوبات والتحديات، كما أن وجودهم حولنا يشكل دائرة أمان نحتمي بداخلها في أوقات الأزمات التي قد تمر بنا، ولا يقتصر وجودنا في داخل هذه الدائرة على الأخذ فقط، بل هي عملية تبادلية تشكل الأخذ والعطاء دون أي مقابل مادي أو ملموس.
مجتمعنا لا يفتقد هذه الدوائر العائلية، بل هي متواجدة، لكن لكي نصونها نحن بحاجة لتنظيم الأولويات ووضع هذه الواجبات الاجتماعية ضمنها لكي لا تتعرض للإهمال وتشوبها المشاكل، فلنصنع مجتمعا إيجابيا مصغرا حولنا لكي ينتج أفرادا ناجحين.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |