تُعتبر المنامة، عاصمة مملكة البحرين، رمزًا للتاريخ الغني والتنوع الثقافي الذي شهدته البلاد على مدار القرون الماضية ،وفي إطار تعزيز هذا الإرث الثقافي برزت لي فكرة إنشاء " متحف المنامة التاريخية "، الذي يسعى إلى تجسيد التطور الكبير الذي شهدته المدينة، وتأكيد مكانتها كعاصمة تاريخية متميزة .

يهدف متحف المنامة التاريخية إلى تقديم رؤية شاملة للماضي والحاضر، حيث سيكون منصة لتوثيق تجارب المدينة وتاريخها العريق. سيتضمن المتحف معروضات متنوعة، تشمل القطع الأثرية، والوثائق التاريخية، والأعمال الفنية، التي تبرز التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المنامة. من خلال هذه المعروضات، سيتمكن الزوار من استكشاف تاريخ المدينة، وفهم كيف ساهمت في تشكيل الهوية والاقتصاد البحريني . 

بالإضافة إلى المتحف، راودت لي فكرة  إطلاق معرض للصور يحاكي حياة المنامة الحديثة والقديمة وسيتضمن المعرض صورًا نادرة توثق الحياة اليومية، والأسواق القديمة، والمعالم التاريخية، مما يوفر للزوار تجربة فريدة تعيد إحياء ذكريات الماضي وكذلك يتم فتح الباب امام المصورين لمشاركة صور مميزة من الحاضر للمنامة وأسواقها وبلاشك هذا المعرض سيكون فرصة لتسليط الضوء على تطور المدينة وكيف ساهمت تلك التغييرات في تشكيل هوية المنامة الحالية ومعرفة الجيل الحالي بهذا التطور وكذلك  كل من يزور المنامة من سائحين يكونون على دراية بالعمران التي شهدته العاصمة المنامة .  

والمهم في الأمر ان  إنشاء " متحف المنامة التاريخية " ليس مجرد مشروع ثقافي، بل هو تعبير عن الالتزام بالحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمدينة ومن خلال توثيق الماضي الجميل، نعمل على تعزيز الفخر الوطني ورفع الوعي بأهمية تاريخنا. 

في الوقت نفسه، يجب علينا التركيز على الحاضر الأجمل، حيث تعيش المنامة مرحلة من التطور والنمو المستدام. فبينما نحتفظ بذاكرتنا التاريخية، يمكننا أن نحتفل بالتقدم الذي حققته المدينة، ونسعى لبناء مستقبل يكرم هذا الإرث.

ختاماً إن فكرة إنشاء  " متحف المنامة التاريخية " تمثل خطوة هامة نحو إبراز مكانة العاصمة التاريخية وتعزيز فهمنا لهويتنا الثقافية ومن خلال هذا المتحف والمعرض المصاحب له، سنتمكن من الحفاظ على الماضي الجميل، وفي الوقت نفسه، نحتفل بالحاضر الأجمل الذي تعيشه المنامة اليوم .