نجد أن مدن وقرى مملكة البحرين في محافظاتها الأربع، محافظة العاصمة التي مساحتها 38 كيلومتر مربع ،وعدد سكانها 534.939 نسمة ، محافظة المحرق التي مساحتها 56 كيلومتر مربع، وعدد سكانها 263.373 نسمة ، والمحافظة الشمالية التي مساحتها 141 كيلومتر مربع، وعدد سكانها 375.648 نسمة ، والمحافظة الجنوبية التي مساحتها 523 كيلومتر مربع ، وعد سكانها 298.244 نسمة، عرفت بكثرة المجالس الاجتماعية الأهلية ، الموسمية والشهرية والأسبوعية واليومية طوال العام ، منذ مئات السنين ، حيث أسسها الأجداد ، وتمسك بها الأباء ، ونقلوها إلى الأبناء ، الذين بعضهم طوروا أهدافها وحاولوا جاهدين أن تواكب الحياة العصرية بكل تفاصيلها وحيثياتها ، وأعطوها أهمية كبرى في الأوساط المجتمعية ، وجعلوها من ضمن احتياجاتهم الاجتماعية الضرورية ، ولذا لم تخلو أي منطقة في البلاد من وجودها ، حتى في المدن الإسكانية الحديثة سرعان ما نجد أهاليها يكونون تجمعات اجتماعية بسيطة في البداية، من الناحية الإمكانيات المادية والمستلزمات المطلوبة، التي تتحول تلقائيا في فترة وجيزة إلى مجالس يرتادها جمع من الأهالي ، لتبادلوا الأحاديث التي تهمهم ، يمكننا أن نقول عنها، هي تجمعات اجتماعية أهلية تم تطوير بعضها في الأهداف والمضمون ، من أجل أن تلعب دورا بارزا في تكوين العديد من الثقافات المفيدة للمترددين عليها ، ويقولون المهتمين للشأن الاجتماعي ، بإمكانها ونقصد المجالس الاجتماعية الأهلية أن تكون أكثر من كونها أماكن للتجمع ، وترتقي إلى تجمّعات ثقافية تلعب دورًا حيويًا في المجتمعات الإنسانية ، فهي تمثل ومن دون مبالغة الآتي:
أولا :مركزًا للحوار والتواصل: حيث يتبادل أبناء المجتمع الواحد الآراء والأفكار، ويقوون العلاقات الاجتماعية بينهم .
ثانيا : منبراً للمعرفة والحكمة : حيث يجتمع فيها مختلف فئات المجتمع، كبارا وصغارا وشبابا ، لتبادل الخبرات والحكايات والقضايا المختلفة .
ثالثا : دعامة للتقاليد والقيم: فهي تحافظ على الهوية الثقافية وتنقلها للأجيال القادمة.
رابعا :حلقة وصل بين أفراد المجتمع: فهي تجمع الناس من مختلف الخلفيات وتساهم في بناء مجتمع متماسك ، لن نتحدث عن المجالس التي يكثر فيها الهرج والمرج والقيل والقال ،لأنها لم تحقق الفائدة من وجودها .
ما أهمية المجالس الاجتماعية ؟
1- من المعروف لدى الجميع أن المجالس تعمل في تقوية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وتساعد على بناء الثقة المتبادلة بين الناس بمختلف فئاتهم .
2- تلعب بعض المجالس دورًا مهما في نشر الوعي بالقضايا المجتمعية، وتبادل المعلومات والمعرفة التي تهم الناس.
3- كثير من المجالس تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي وتقاليد وأعراف وهوية المجتمع، ونقلها للأجيال القادمة.
4- توفر المجالس بيئة آمنة للتفاعل الاجتماعي، مما يساهم في تحسين الصحة النفسية للأفراد ،وإفساج المجال لهم للتعبير عن آرائهم في مختلف الموضوعات من دون المساس بمشاعر أحد من الناس .
5- بعض المجالس تلعب دورًا في حل المشكلات الاجتماعية من خلال الحوار والمناقشة.
التحديات التي تواجه المجالس الاجتماعية :
- مع التطور التكنولوجي والمتغيرات الاجتماعية، تواجه المجالس تحديات لا يستهان بها في الحفاظ على دورها التقليدي ومنها :
- كثرة انشغال الناس بمتطلبات الحياة اليومية يقلل من الوقت المتاح للمشاركة في المجالس.
- أدت وسائل التواصل الاجتماعي إلى تغيير أنماط التفاعل الاجتماعي، مما أثر على دور المجالس بنسبة معينة .
برزت آراء مختلفة حول مستقبل مجالس الاجتماعية
* يرى البعض أن المجالس الاجتماعية ستستمر في لعب دورها مهم في المجتمع، ولكن بشكل مختلف، مع دمج العناصر التقليدية مع العناصر الحديثة.
* يرى البعض الآخر أن المجالس الاجتماعية ستفقد رونقها وأهميتها تدريجيًا مع تغير أنماط الحياة بشكل عام .
في النهاية، مستقبل المجالس الاجتماعية يعتمد على قدرتها على استقطاب الشباب من خلال إفساج المجال لهم بالتعبير عن آرائهم بكل حرية و التكيف مع المتغيرات الاجتماعية والتكنولوجية، والحفاظ على دورها الحيوي في المجتمع ، يمكن أن تكون مصدرا للألفة وفي نفس الوقت تقلل من إنتشار القلق والاكتئاب وتحسين الصحة النفسية لأفراد المجتمع ، من خلال تبادل الأفكار والهموم في المجالس ،من المؤكد أن للمجتمع الدور الكبير في استمرارها بقوة ، لكي تؤدي دورها الاجتماعي والثقافي على أكمل وجه .
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |