أعزائي القراء، لقد انتهيت مؤخراً من قراءة كتاب للمؤلف الكندي "آلان دونو" بعنوان (نظام التفاهة)، ووجدت أنه يحاكي واقعنا الحالي في أمور عدة؛ حيث نجحت مواقع التواصل الاجتماعي في ترميز التافهين، حيث صار بإمكان أي جميلة بلهاء أو وسيم فارغ أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين عبر عدة منصات تلفزيونية عامة، هي أغلبها منصات هلامية وغير منتجة، لا تخرج لنا بأي منتج قيمي صالح لتحديات الزمان، وكلما تعمق الإنسان في التفاهة والإسفاف والابتذال والهبوط كلما زاد جماهيرية وشهرة.
أتسائل هل ستٌحسم المعركة لصالح التافهين! وهل كانت وسائل التواصل سبباً في إعطائهم رمزية اجتماعية، أم أن وسائل التواصل انساقت خلف ما هو مُرمَز عند عامة الناس وبالتالي واكبت ما هو واقع مُعاش وليس لها دور!
في اعتقادي الشخصي أن التافه الحقيقي هو العقل الجمعي الذي أنتج مجموعة من التافهين ورمًزهم بدرجات متفاوتة، أما عن سياسة تهميش القيم فأري أنها أقصر الطرق لانهيار المجتمعات، وبدلا من تكثيف الجهود الإعلامية والمادية على تلميع هؤلاء التوافه، يجب علينا التمسك بمن هم أولي بالحديث عنهم من القيم الكبيرة إنسانياً وفكرياً وعلمياً.
إن أوطاننا العربية مكتظة بالعلماء وأصحاب الرسالات من المُعلمين والأدباء والمُخترعين والفنانين العباقرة، ورسالتنا الشرفية والوطنية والاعلامية دوما لابد أن يكون عنوانها الإعلاء من شأن هؤلاء القمم الذين يحملون القيم العظيمة بين صفحات تاريخهم كرواد وملهمين حقيقين ما لم يتسنى لأجيال الرداءة والزيف قوله أو التمثل به أو فعله.
وللرسائل بقية ،،
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |