العدد 5941
الأحد 19 يناير 2025
banner
الإعلام مسؤولية كبيرة: ضرورة تأهيل الخريجين لحماية الهوية الثقافية
السبت 10 أغسطس 2024

تُعتبر العلاقة بين الإعلام والهوية الثقافية علاقة وثيقة تتجلى في كيفية تشكيل الإعلام لوجهات نظر المجتمعات وتعزيز قيمها. يلعب الإعلام دورًا حيويًا في نقل العادات والتقاليد، ويكون له تأثير مباشر على كيفية رؤية الناس لثقافتهم وهويتهم. لذا، فإن وجود إعلاميين مؤهلين وواعيين هو أمر ضروري لحماية هذه الهوية.

ناقشتُ في أحد اللقاءات حال بعض خريجي الإعلام، حيث تساءلت: هل جميع هؤلاء الخريجون مؤهلون حقيقيًا لحمل هذه الشهادة؟ هناك الكثير منهم، لكن الواقع يشير إلى أن بعضهم يفتقر إلى الخلفية الثقافية اللازمة لفهم الإعلام بشكل صحيح. هؤلاء لا يستطيعون تمثيل إعلام وطنهم بالشكل اللائق، وانعكاس الصورة الصحيحة عن هويتنا الوطنية. 

للأسف، نجد أن بعض خريجي الإعلام، رغم امتلاكهم الشهادات، قد يصبحون عبئًا على التخصص. لا يمكنهم إدارة حوار أو ارتجال حديث، ناهيك عن التعامل مع المواقف المختلفة. كما أنني أؤكد دائمًا على ضرورة فلترة الأشخاص الذين يدرسون تخصصات مهمة مثل الإعلام، فهي تتطلب وعيًا ودراية عميقة.

الإعلام هو القوة التي تقود التوجهات الفكرية والأساليب، ويمكن أن يساهم في ارتقاء أو سقوط الدول. فكيف يمكن للبعض أن يدخلوا هذا المجال دون معرفة كافية؟ أؤكد أن عددًا كبيرًا من الإعلاميين، قد يصل إلى نصف أو ربع العدد، هم في الحقيقة عبء على الإعلام ويقللون من قيمته وقيمة بلدانهم.

علاوة على ذلك، يتحمل الإعلامي مسؤولية كبيرة في انعكاس العادات والتقاليد وهويتنا العربية. لذا، يجب علينا أن نكون خط الدفاع الأول ضد أي نوع من أنواع الاستعمار الفكري أو الثقافي. من الضروري انتقاء الإعلاميين المؤهلين، لأن الإعلامي لا يمثل نفسه فحسب، بل يمثل بلده ومجتمعه والمؤسسة الإعلامية التي ينتمي إليها.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية