العدد 5808
الأحد 08 سبتمبر 2024
banner
ليس كل ما يقال حقيقة.. وليس كل حقيقة تقال!
الأحد 04 أغسطس 2024

كثير من المعلومات والأخبار والقصص والقضايا الاجتماعية والعلمية والصحية والسياسية،التي تقال بمختلف الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة هي حقيقية في مجملها وتفاصيلها وحيثياتها 100%، وكثير أيضا من المعلومات والأخبار والقصص والقضايا لا تقال للناس رغم أنها حقيقية ، ولهذا نقول ليس كل ما يقال حقيقة وليس كل حقيقة تقال، لماذا؟

لأن في الحالتين إمكانية إحداث ضرر للمجتمع وارد جدا، فالمعلومة الكاذبة أو غير الحقيقية تؤثر سلبا على أخلاق وسلوك ومواقف وآراء وأفكار وثقافة المتقين البسطاء لها  لو صدقوها وأخذوا بها من دون تدقيق في مستوى وثوقها ومصداقية مصادرها، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتنوعة، هناك أحداث غير صادقة كثيرة أعلن عنها وتم تناقلها بشكل واسع في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ، وبعد أيام قليلة يتضح أنها إشاعة ليس لها وجود جملة وتفصيلا في الواقع ، وأن كل ما قيل هو من نسج الخيال وأنه هراء في هراء ، في مثل هذه الأحوال يتطلب منا أن نتحرى الدقة قبل نقل أية معلومة أو فكرة أو خبر أو قصة أو قضية إلى الآخرين عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال أية وسيلة إعلامية ، المقروءة أوالمسموعة أوالمرئية ، لا بد لنا التحقق من سلامة مصادرها قبل تناقلها أولا ، وعلينا أن ندرب أنفسنا على التفكير النقدي وتحليل المعلومات حتى ولو كانت مصادرها معتبرة ثانيا ، لابد لنا أن نتفهم أهمية التسامح والتفهم واحترام وجهات النظر المختلفة

ثالثا، علينا أن ندرك أهمية التواضع والاعتراف بأننا لا نملك كل الحقيقة مهما كانت مصادرها موثوقة حسب اعتقادنا  رابعا ، ومن يعتمد في قول المعلومة أو الخبر على الكذب لكي يحصل على ميزة معينة بالباطل ، أو يعتمد على الظنون ، ويعتقد أنه وحده يمتلك الحقيقة ، أو أنه يفسر المعلومات بشكل خاطيء بسبب سوء الفهم ، كم من المعلومات والأفكار التي نسمعها في كل دقيقة ،ليس من الضروري أن كل ينقل أية معلومة كاذبة ينعت بالكذب أو أن قصده خبيث أو أنه لتجنب المواقف الصعبة أو للحصول على ميزة معينة ، قد ينشر الناس معلومات ظنا منهم أنها صحيحة من دون التأكد من حقيقتها ، رغم ما فعلوه يُساهم بشكل مباشر  في انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة ، وقد نجد البعض يقعون في سوء الفهم في تفسير الأقوال بشكل خاطيء بسبب اختلاف الثقافة ووجهات النظر أو نقص المعلومات أو سوء التواصل، قد يضطر البعض أحياناً إلى التكتم في أسرته أو في عائلته أو في مجتمعه عن بعض الحقائق لتجنب الصراعات أو الحفاظ على العلاقات الأسرية أو العائلية أو المجتمعية ، وقد يحتفظ البعض من الناس ببعض الحقائق لأنفسهم أو لمن حولهم احتراماً لخصوصياتهم.

قد يخشى الكثيرين من الأشخاص من قول الحقيقة خوفاً من العواقب أو الرفض أو السخرية.

 الحكمة القائلة (ليس كل ما يقال حقيقة وليس كل حقيقة تقال).

تدعونا إلى التحقق من صحة  المعلومات قبل نشرها أو تصديقها ، وتشجعنا على التفكير النقدي وتحليل المعلومات والاعتماد على مصادر موثوقة ومعتبرة والوعي ، وتعلمنا التعقل والتريث في نقل المعلومات ،وبشكل عام، تُعد هذه الحكمة دعوةً إلى الحكمة والتواضع والصدق والأمانة والوعي مع أية معلومة حتى ولو كانت صادقة ، خصوصا إذا ما رأيتها من المحتمل ولو بنسبة متدنية أن تسبب فتنة في المجتمع أو تساهم في تخريب علاقات اجتماعية أو أسرية أو عائلية ، وأن لا يكون الهدف الذي نسعى لتحقيقه من وراء نشر الخبر أو المعلومة هو السبق في نشرها ، فليكن هدفنا نبيل ومفيد للمجتمع ، وأن نضع مصالح المجتمع مقدمة على مصالحنا الشخصية ، ويجب أن يكون تماسك العلاقات في المجتمع  غاية لكل إنسان واع.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .