العدد 6056
الأربعاء 14 مايو 2025
التعايش من زاوية أخرى.
الإثنين 22 يوليو 2024

التعايش ،التأقلم ، التكيف..
نحن بحاجة الي فهم المعنى والدلالة ؟
لايمكن بأي حال من الأحوال ، ربط حادثة فردية بمفاهيم تأصلت بحياة الأفراد والجماعات منذ قيام البشرية ؛ حيث ان الانسان كائن على كوكب الأرض يتكيّف مع من حوله وجزء من النظام الايكولوجي، استطاع ان يكيّف ويتأقلم عبر التاريخ مع المحيط الذي يلامسه.
ولكن عندما يحدث خلل فى النظام العام الذي يتفاعل معه ؛ يفكر بطريقة مختلفة عن وضعه الاعتيادي ، أول هذه الطرق منذ وجود البشريه هو البحث عن موطن جديد،
مع مرور المراحل التاريخية وتطور البشرية اصبح هذا الخيار غير متاح دائما ؛ بل متاح في الحالات الحالكة مثل الحروب والنزاعات ، تجعل منه انسان نازح من احتفاظه بموطنه الاصلي.
التعايش طبيعة في البشرية ، وقد يكون مفروض عليه بشكل كبير في العصر الحاضر ، ويمكن استنتاج ذلك من قبل تطور التشريعات والقوانين العالمية التى فرضت التعايش بقوة القانون ، يبدأ ويحاول العقل البشري رغبته بالبحث عن حلول تكون مناسبة حينها وقد تكون خيارات معدومة لدى عامة المجتمع.
على سبيل المثال تبحث المجتمعات الاوروبية عن التعايش داخل نطاق الوطن ، والتي لا بطبق فيها قوانين ما يسمى اختيار النوع مثلا ، حينئذ خيارات البعض الانتقال والعيش في دول لازالت تتوافق مع الفطرة السليمة للإنسان.
والاستشهاد ؛ يذكر سائح من أوروبا الشرقية انه قام نقل اطفاله من مدرسة العاصمة وأسرته إلى مدينة أخرى ، يجد نفسه يتأقلم مع طبيعة المنطقة لا تلزمه القوانين التى توجد في العاصمة.
ولكن ماذا لو فرضت مثل هذه القوانين على القطر او الدولة ذاتها او حتى العالم ككل ؟
هنا يمكن الإشارة الى ان التعايش قد يكون مفروضًا على الافراد والجماعات وفق أطر قانونية ، تضفي طابع التعايش السلمي وفق المنظور السياسي القائم.
غالبا ماتميل المجتمعات الإسلامية الى السلم الاجتماعي ، حيث ان الحوادث الفردية من غير المعقول ربطها بالتعايش الانساني.
ومن المهم جدا الفصل بين التصرفات التى قد تؤدي الى النفور الجمعي وفق مقتضيات العيش الآمن والاستقرار والسلام لدى المجتمعات ، مما يؤدي إلى رفض التعايش تحت قوانين لا تتوافق مع النفس البشرية.
الفرد كائن معقد ، وقلما يستنفذ الحلول في كل المناسبات ، بل جعلته عقيدته وفطرته يبحث عن التأقلم خاصة اذا كان هناك خيارات متعددة للعيش الآمن دون شعوره بالخطر.
نجد ذلك جاليا ، في حالة انتقال الفرد للعمل او الدراسة في نفس القطر أو الدولة إذ لم يستطيع التعايش _وهذه قد تكون احد اسباب ترك الدراسة أو العمل _فيعود أدراجه الى المجتمع الذي نشأ فيه.
لعل المؤثرات الحالية التى جعلت من العالم قرية واحد والمتغيرات الثقافية والاقتصادية الهائلة ، قد تكون تحديا أمام فرض التعايش أو نشر مبادئ السلام في العالم وقبوله ؛ اذ لم تكن هناك رسالة صريحة وقوية ، تسطيع نسج خيوط ومفهوم التعايش الشامل  يحددها المجتمع ذاته من منطلق الثوابت الإنسانية.
يكمن التفكير المبدئي ، بعد كتابة هذا المقال المتواضع ؛ ما هو شكل التعايش الذي يراد له او متطلب حقيقيا في هذه المرحلة والمراحل القادمة ؟
هل سلمي التفكير ، دون النتائج ؟
ام تعايش تشاركي ، ينظر له البعض فق المصالح المشتركة ! والتى يجب تفنيدها لكي تحقق الأهداف المنشودة.
لعل التشريعات والقوانين المتعلقة بحماية حقوق الانسان ، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح الشعوب ، وتوفير الحماية اللازمة لهم وتكافؤ الفرص والمشاركة الفاعلة ؛ هي احدى الأدوات المهمة لخلق أجواء ايجابية وملائمة للتعايش.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .