كنتُ أتوقع بحكم خبرتي في مجال العمل الخيري أن أواجه هذا السؤال فور إطلاق (مهرجان ق القراءة الخيري)، وهو سؤال وجيه ومهم فما دخل القراءة كفعل أساسي في عالم الثقافة بالعمل التطوعي الذي يركز على عمل الخير؟
دعونا نتفق على أن العمل الخيري مفهوم واسع يتصل بتنمية الإنسان اجتماعيًا وصحياً واقتصادياً وحتى ثقافياً، لكننا على أرض الواقع نركز على التنمية الاقتصادية ونهمل ما سواها، بل نركز على جانب محدود من التنمية الاقتصادية وهو جانب (تقديم المساعدات المباشرة) وننسى مساهمة العمل الخيري في تنمية الفرد تعليمياً فالجمعيات الخيرية اليوم ترعى مئات الطلبة الجامعيين، وهي بذلك تتوسع في مفهوم العمل الخيري لتحول دورها إلى شريك كجزء من قطاع المجتمع المدني والأهلي ، لتكون مساهمة في التنمية إلى جانب الحكومة والقطاع الخاص.
لقد ارتكزنا على فكرة مهمة ونحن نطلق هذا المهرجان الثقافي، وهي أن القطاع الخيري يمتلك إمكانيات وموارد بشرية كبيرة تتمثل في أعداد المتطوعين المدربين، كما أنه يمتلك موثوقية وتفاعلاً إجتماعياً قد لا يتأتى للجمعيات الثقافية ، ويعتبر انفتاح الجمعيات الخيرية لدعم الأنشطة الثقافية حالة من استثمار هذه الموارد البشرية المتعطشة للمساهمة في تنمية مجتمعاتها.
من هذا المنطلق سيكون مهرجان ق القراءة الخيرية بداية لمبادرات كثيرة يتعاضد فيها القطاعين الثقافي والخيري للمساهمة في التنمية الاجتماعية التي تعود بالخير على المجتمع ككل وتعود بالنفع على الجمعيات الخيرية نفسها فالقراءة فعل ثقافي يساهم في الارتقاء بالفرد بما يخرجه من حالة العوز لوضع الاقتدار بحيث يكون مساهماً مع هذه الجمعيات ومشاركاً في أنشطتها.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |