احتفت البحرين مؤخرا وعلى نطاق واسع باليوم الرياضي، فقد كان يوما جميلا بحق، خاصة وأنه تزامن مع الطقس الجميل الذي تنعم به البحرين هذه الأيام، الأمر الذي أكد على أهمية القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء قبل ثمانية أعوام من الآن، على أن يكون نصف يوم عمل في جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية لإفساح المجال أمام العاملين فيها للمشاركة في فعاليات اليوم الرياضي، بما يكرس دور الرياضة ثقافة مجتمعية.
إن اليوم الرياضي في البحرين أريد له أن يُشجع الناس على ممارسة الرياضة والاهتمام بها ليس على مستوى الفرد وإنما على مستوى المجتمع، وتعزيز التلاحم وإبراز قيم المحبة والمودة بين الجميع، إن ممارسة الرياضة ترتبط دائما عند الناس على أنها نوع من أنواع الترفيه والتغيير وكسر الروتين، والحصول على قوام مثالي، إلا أن أهمية الرياضة للأطفال من الأهمية بمكان ذلك لأن فوائدها عظيمة جدا، نسبة لتأثيرها على جوانب الصحة الست وليست مقتصرة فقط على كونها تمارين لياقة بدنية للأطفال.
إن الأطفال كما هو معروف يحبُون الرياضة أكثر من باقي الفئات العمرية من البشر، لذلك بعض من الدول المتقدمة تدخل الرياضة كجزء استراتيجي في مناهج التعليم الابتدائي، وهو ما يعرف بـ(التعليم بالرياضة والترفيه)، وفي المجال الطبي يعرف بأن الرياضة تساهم في تعزيز مناعة الطفل ومقاومة الأمراض المختلفة مثل أمراض القلب والسمنة، وتعزز نمو عضلات وعظام وأربطة الطفل بشكل صحي سليم، إضافة إلى اكساب الطفل شكل جسم صحي وتعزز توازن واتزان الطفل، وتقلل احتمالية تعرض الطفل لآلام الرقبة والعمود الفقري والرقبة، كما تعمل الرياضة على تقليل نسبة الكولستيرول في الدم وتحمي الطفل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السُكري، تقي الأطفال من الإصابة بالاكتئاب، وهناك الكثير من الفوائد لا حصر لها.
لكن من الجوانب المهمة جدا والتي تشكل مستقبل الأطفال هو أن الرياضة تعلمهم الاعتماد على النفس، والالتزام والانضباط حتى في تناول الوجبات المفيدة لصحتهم، والاهتمام بالنوم في الموعد المحدد وأخذ القسط الكافي منه، علاوة على جعل الطفل أكثر تقبلًا للآخر، وتجعله متعاونا مع زملائه سواء كان في المدرسة أو في (الفريج) بلا شك الرياضة وسيلة مهمة لتميّز الطفل في مقبل الأيام وتجعله مبدع في مجاله، وفوق هذا وذاك أن الرياضة تملأ أهم أوقات الفراغ لدى الأطفال، وتشغله بالتفكير الايجابي في تطوير إمكانياته في المجال الذي يحبه.
هناك الكثير من الأسر وأولياء الأمور يفرضُون على أطفالهم ممارسة رياضات معينة دون رغبة أبنائهم، وهذا خطأ كبير جدا، الأفضل لنا وللأطفال أن نجعلهم يمارسوا الرياضة التي يُحبونها هُم وليس نحن، لأن الإنسان بشكل عام إذا مارس الرياضة التي يحبها سيبدع فيها ويتميّز عن أقرانه، ويكون له مستقبل فيها ربما تُغير حال الأسرة ودخولها عالم الشهرة ومعانقة الجوائز في المحافل الدولية، لذلك نقول (الجسم السليم في العقل السليم).
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |