العدد 5965
الأربعاء 12 فبراير 2025
في بيتنا حيوان..!!
الإثنين 19 فبراير 2024

في عالم اشتدت فيه المشاكل على كل المستويات الشخصية والأسرية واهتزت فيه علاقات الصداقة بين الناس، يلجأ البعض إلى العزلة الطوعية وتجنب الاحتكاك مع الآخرين سواء من الأسرة أو الأهل أو الاصحاب أو زملاء العمل..إلخ، إذ يعاني البعض من فقدان الثقة بمن حوله كانوا أصحابه أورفقاءه وزملائه أو من ذويه، هذا الشعور بالألم الذي ينتاب هؤلاء الاشخاص يجعلهم يختارون الحياة مع الحيوانات الأليفة سواء كان كلبا أو قطة أو طائر..إلخ، بحجة أن الحيوان يحفظ الوُد ويمتاز بالوفاء وكلما طالت فترة العيش معه كلما زاد وفاءا وحبا وتعبيرا عن هذا الحب بشتى السبل..!.

بشكل عام هناك من يجد في القرب من الحيوان هروب من واقع معين، خاصة الذين عانوا من الوحدة وخيانة الآخرين سواء كانو أصحاب أو زملاء، أو خيانة عاطفية من شريك الحياة، وهناك من يقول أن الكثير من الأصدقاء خرجوا من أزماتهم النفسية بتربية الحيوانات الأليفة فالبعض يرى أنها مصدر السعادة والأنس في كل الأوقات، لذلك رأينا انتشار الحيوات الأليفة في معية الناس داخل بيوتهم وفي سياراتهم، وأماكن تواجدهم خاصة في لحظات الترفيه عن النفس، جميل جدا أن نُربي الحيوان في بيوتنا ونتعلق بها، فالحيوان يدخل البهجة في النفس وكأنه طفل صغير، لكن ..!!.

إذا أمّنا على أهمية وجود الحيوان في حياتنا علينا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نحسن التعامل معه وأن نُحسن إليه بالرعاية النفسية والصحية والطبية والعنوية أيضا، لانه روح وديننا الحنيف أوصانا بذلك، فليس من المعقول أن نرمي بالحيوان في قارعة الطريق ونتجاهل احتياجاته من الأكل والشراب والعلاج والمسكن، وكذلك من الأهمية بمكان إذا كانت ظروفنا المادية على قدر الحال لا نجعل الحيوان يتناسل ويُنجب، ثم نهمله ليكون عالة على الآخرين بل مصدر ازعاج ويُشكّل خطرا على الناس، وبشكل خاص على الأطفال لأن الحيوان عندما يكون الشارع والطرقات الهامة هي مصدر معيشته يكون خطرا لأنه ينضم للحيوانات الضالة الأخرى ويكون بينها مريضة وتحتاج للعلاج، فينتقل إليه المرض.

هناك جهود كبيرة تستحق الشكر والتقدير تقوم بها عدد من الجمعيات ومن بينها جمعية البحرين للرفق بالحيوان، وفي قناعتي الخاصة ان مثل هذه الجهود تحتاج للتضافر والدعم المعنوي والمادي أيضا، لأنها خدمة نستفيد منها جميعا، لكن الأهم في هذه الخلاصة أن المؤسسة التشريعية بمملكة البحرين مجلسي الشورى والنواب لديهم مسؤولية كبيرة في ايلاء التشريعات الأهمية الكبرى في حفظ الحيوانات ورعايتها، فإن للتشريعات أهمية بالغة جدا في هذا الأمر، فالعديد من دولنا العربية والاسلامية لديها تشريعات تحفظ المواطنين من خطر الحيوانات الضالة التي تُشكّل خطرا على المجتمع، وفي نفس الوقت تشريعات تحفظ حقوق الحيوانات من الذين يسيئون التعامل معها، لكني أحسب أن الاعلام يشكل غيابا كبيرا في التوعية والارشاد والتثقيف في مجال سعية الحيوان، أتمنى أن تتضافر الجهود حتى نكون مجتمع راق في تعامله مع الحيوان.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية