تحتفل مملكتنا العزيزة هذه الأيام بالذكرى الـ 23 لميثاق العمل الوطني، وما من شك أنها ذكرى حبيبة للنفس فلا زلنا نتذكر تلك الأيام الجميلة التي شهدت فيها البحرين أعراسها الديمقراطية التي تجلت فيها أجمل صور التآلف والمحبة والالتفاف حول ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه صانع التغيير، الذي ربط القول بالعمل فكان التأييد الكبير لمشروع الاصلاح بنسبة 98,4 وهي نتيجة غير مسبوقة كون ميثاق العمل الوطني جاء ويحمل في طياته رؤية ثاقبة شملت كل مفاصل الحياة في البحرين، فكانت السعادة في كل بيت بحريني تشير إلى المستقبل المشرق الذي كنا نرنو إليه، وها هي بلادنا العزيزة وقد حققت النقلات الحضارية في العديد من المجالات.
بطبيعة المهنة وقراءة الأحداث والتطورات في البحرين ومحيطنا الخليجي والعربي والدولي أرى أننا بميثاق العمل الوطني حققنا نتائج مبهرة على كل المستويات وبشهادة جهات الاختصاص الدولية، فإن نظرة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه نحو تطور شكل الحياة في البحرين قد حققت أكلها تماما، استطاعت مملكتنا الغالية ان تواكب كل التطورات العالمية في جميع المجالات بل نتفوق في الكثير من أوجه التطور وحققنا تقدم في جوانب كثيرة بشكل خاص في الارتقاء بمكانة المرأة البحرينية فإن الاحصائيات والارقام كلها تدل على ذلك متفوقين على دولا كثيرة في العالم.
إن صناعة التغيير علامة بارزة من علامات ميثاق العمل الوطني دخلت بالبحرين التأريخ من أوسع الأبواب، لأن المشروع الاصلاحي وضع في مقدمة أولوياته الإنسان البحريني والتقدم به لمصاف الدول المتقدمة، ومن أهم مخرجات المسيرة الاصلاحية المباركة كان المجلس الأعلى للمرأة الذي لعب دورا استراتيجيا بتطور الادوار الخاصة بالمرأة البحرينية وقد قادته بحنكة صاحبة السمو الملكي الأمير سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة الذي مثل في جهوده الكبيرة ماكينة التغيير.
المجلس جاء باختصاصات كبيرة حملت في مفهومها العالم رؤية ميثاق العمل الوطني لرقي المجتمع والانتقال بالأسرة البحرينية إلى واقع جديد يتوافق مع الألفية الجديدة، فكانت البدايات تمثل تحدياً كبيراً حيث تمثلت في اقتراح السياسة العامة في مجال تنمية وتطوير شؤون المرأة في مؤسسات المجتمع الدستورية والمدنية، وتمكين المرأة من أداء دورها في الحياة العامة وإدماج جهودها في برامج التنمية الشاملة مع مراعاة عدم التمييز ضدها، ووضع مشروع خطة وطنية للنهوض بالمرأة وحل المشكلات التي تواجهها في كافة المجالات.
وبعد 23 عاما على هذه المسيرة المباركة يمكننا القول أن التطور الكبير الذي حدث في مملكة البحرين في مجالاتها المختلفة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية..إلخ.. كان للمرأة فيها دور كبير وهذا لم يكن يحدث لولا أن الميثاق حدّد بوضوح شديد معالم هذا التطور، وفي الفصل الأول من الميثاق نص على "من منطلق الإيمان بأن الأسرة هي اللبنة الأساسية للمجتمع، وبصلاحها تقوى أواصرها وتعلو قيم الدين والأخلاق وحب الوطن، تحفظ الدولة كيان الأسرة الشرعي، وتحمي في ظلها الأمومة والطفولة، وترعى النشء، وتحميه من الاستغلال وتقيه الإهمال الأدبي والجسماني والروحي، كما تعنى الدولة خاصة بنمو الشباب البدني والخلقي والعقلي".
خلاصة القول إن النقلة الحضارية التي حققتها البحرين بفضل ميثاق العمل الوطني كان الأساس فيها الاهتمام بالأسرة التي تمثل الكيان الرئيسي والعمود الفقري لكل حركة تطور ونهضة ومن دونها لا يمكن لأي بلد أن يتقدم، أخيرا نبارك لقيادتنا الحكيمة ولكل الشعب البحريني هذه المناسبة الوطنية ونتمنى لبلادنا العزيزة دوام التقدم والإزدهار.
كل عام وانتم بخير..
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |