في عالم العمل الحديث نشهد ظاهرة فريدة من نوعها وهي تنوع الأجيال التي تعمل في نفس بيئة العمل الواحدة، ففي عام ٢٠٢٥ سيمثل أبناء جيل الألفية ٧٥٪ من القوى العاملة العالمية حسب استبيان شركة ديلويت، ويؤكد الاستبيان أن هذا الجيل سيستعين بمهارته التكنولوجية مما يعني إعادة صياغة جوهر بيئات العمل، وعليه سيدفع قادة اليوم إلى تغيير استراتيجياتهم، سأعرض لكم واحدة من التحديات وواحدة من الفرص التي يتضمنها عصر تنوع الأجيال في بيئات العمل. 

إحدى هذه الفرص الرئيسية التي سيواجهها قادة المؤسسات هو الفهم الكامل لكل من هذين الجيلين واغتنام الفرص لإدماج تأثيرهما في خلق بيئة عمل متجددة استشرافية، الخبر الجيد أن الذكاء العاطفي سيمثل أساس تمكيني لقيادة هذا التنوع الجيلي.
 
من ناحية أخرى واحدة من التحديات هي اختلاف القيم الشخصية والوظيفية لكل من الجيلين، فجيل الألفية يركز في قيمه الشخصية على تحقيق الذات وأولوية الرضا الوظيفي، في حين أن جيل إكس جيل بداية الستينات إلى بداية الثمانينات تركز  قيمه على الاستقرار الوظيفي والولاء لفترات طويلة ضرورة قصوى.

في  هذا المشهد الأرض تتحرك في بيئات العمل، من جهه التغيير الدائم لطبيعة القوى العاملة ومن جهة أخرى وعي قادة المؤسسات الذي يعمل على سد الفجوات بين الأجيال باستثمار قدراتهم، فالقادة أصحاب الذكاء العاطفي المرتفع يَعْلمون جيداً أن احترام قدرات جيل الألفية في التّكَيُف الإلكتروني سَيُسَخّر لصالح عمل المؤسسات.

هنا لا يتمحور التغيير في قلب السّمات الشخصية لِكلا الجيلين بل اغتنام هذه السمات لِصالح عَمل المؤسسة باستخدام الذكاء العاطفي لـ ٤ عناصر وهي التعاطف مع الإسهامات الفردية لكل فئة، التواصل لردم الفجوات بالاستماع للمخاوف والآراء، وتعزيز نهج التنوع والشمول كحجر أساس وأخيراً حل النزاعات بالوصول إلى أرضية مشتركة وتحويلها إلى فرص مبتكرة.

في الختام فإن فن المواءمة بين تنوع الأجيال في بيئات العمل باستخدام الذكاء العاطفي رحلة ممتعه من التكيف والنمو والتعلم، والفهم العميق لمكاسب المؤسسات المتماسكة ذات الأساس  للمجتمع المهني الواعي والناجح.