يقول رسول الله (ص) زكاة العلم نشره. يصادف الثامن والعشرين من سبتمبر في كل عام اليوم العالمي لتعميم الانتفاع بالمعلومات، حيث يعد العصر الحالي عصر المعرفة، ويلعب اقتصاد المعرفة دورًا هامًا وموردا ضروريا، ذو عائد على الفرد والمجتمع، للحاق بركب التطور الحضاري.
إن ثقافة تعميم الانتفاع بالمعلومات من الأمور المهمة، والتي تشدد عليها النظم التعليمية، لما لها من دور في بناء المجتمع وتطوره، وتحقيق أهدافه على المستويات المختلفة، لبناء الإنسان القادر على المساهمة في عملية البناء؛ لما لهذه المعرفة من دور في بناء المجتمع، وتطوره، وهذا يقودنا أيضًا إلى توافر المعرفة والمعلومات في كل مكان، فلا حاجة الاقتصار على الدورات التدريبية أو الحصص والمحاضرات الدراسية كما هو في السابق، ولا حاجة أيضا لدفع مقابل مادي، قد لا يستطيع الجميع تحمل اعبائها، أما الآن فالمعرفة والمعلومات سهلة الوصول، ما عليك إلا أن تملك هاتف محمول موصول بالانترنت، ما عليك إلا أن يكون لك هدف واضح، تستطيع تحقيقه، ويعود عليك وعلى المجتمع بالمنفعة، ويسهم في بناء الاقتصاد.
تهتم الحكومات والدول بالاقتصاد المعرفي؛ لما لهذا النوع من الاقتصادات من دورا هاما في مسار التنمية المجتمعية، ومردوده على الفرد من جهة، والدولة والمجتمع من جهة أخرى، ومثال على ذلك القصة الآتية:
طلب صاحب مطعم من مصمم أن يعمل له إعلان ترويجي للمطعم، طلب المصمم ٥٠٠ دينار بحريني، استكثر صاحب المطعم المبلغ، وطلب منه أن يعمل له إعلان بمبلغ أقل. فكر المصمم، من ثم قال له لماذا لا تقوم أنت بالتصميم؟ ولن تحتاج دفع هذا المبلغ. سئل صاحب المطعم المصمم، ماذا ساحتاج لذلك؟ رد المصمم: جهاز حاسب آلي إضافة إلى البرنامج فقط. سئل صاحب المطعم: وكم سيكلفني جهاز الحاسب الآلي والبرنامج؟ قال المصمم: حوالي ٢٥٠ دينار للجهاز، وسيكلف البرنامج حوالي ٥٠ دينار؛ أي ٣٠٠ دينار بحريني فقط. ولكن صاحب المطعم قال للمصمم أنا لا استطيع استخدام الحاسب الآلي، فرد المصمم أن هناك معهد قريب يدرب على استخدام الحاسب الآلي بمبلغ ٥٠ دينار لمدة شهر، فقال صاحب المطعم ولا استطيع استخدام البرنامج، فرد المصمم أن صاحبه يدرب على التصميم بمبلغ ١٠٠ دينار بحريني فقط، فرد صاحب المطعم بأنه لا يملك الوقت، ولن يستطيع القيام بهذا العمل بنفس الجودة، فرد المصمم أن هذه المعرفة تكتسب مع الوقت، لا تستطيع شراءها، ولكنني أقدمها لك في هذا التصميم بهذا المبلغ، لذا ترى من جانبك أن المبلغ كبير، ولكنه نتاج خبرة ومعرفة طويلة.
هذه القصة تقودنا إلى أهمية الاقتصاد المعرفي، والمهارات التي ينبغي اكتسابها، وخصوصا أن المعلومة الآن متوافرة، وفي كل مكان، سواء على الأنترنت، أو المكتبات، أو وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا ينبغي علينا جمعيا الاستفادة منها في بناء مجتمع معرفي واعي قادر على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
هذا الموضوع من مدونات القراء |
---|
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected] |