العدد 5645
الجمعة 29 مارس 2024
banner
د. رائد المبارك
د. رائد المبارك
التعامل مع المسؤول الديناصور ... طراز "ابوكلج"
الأحد 12 سبتمبر 2021

في خضم التطورات في مجال العمل الحكومي او الخاص في الوطن العربي، الا انه يبقى هناك من يقاوم التغيير ويريد الاستمرار في قيادة الموظفين بنفس الطريقة المطبقة قبل عقود من الزمن. ان جيل الانترنت قادم للوطن العربي وسوف يقوده خلال السنوات القادمة، والكلام الذي تلقاه الجيل السابق من مسؤوله المباشر "هل تريدنا ان نغيّر اجراءاتنا بسببك؟ نحن توارثنا هذه الإجراءات ومن الأفضل ان تبحث لك عن نوعية عمل جديد!" لن يتقبلها جيل الانترنت الواعد فسوف يكون عنده خياران: اما انه يستقيل من هذه المؤسسة ويبحث عن فرصة عمل أخرى او ويفتح العمل الخاص به (ريادة الاعمال)، او ان يقاوم مسؤوله المباشر (الديناصور). فاذا كان هذا المسئول يقاوم التغيير مع المستجدات، فهل نتوقع منه انه يتماشى مع أساليب القيادة الجديدة في مجال العمل؟ ام انه الديناصور بُرمته في العمل؟
يتم تعريف الديناصور في العمل بأنه الشخص الذي يقاوم التغيير أو من الطراز القديم والذي نطلق عليه في اللهجة البحرينية الدارجة "طراز أبو كلج" ومعظم من يرفضون التغيير يظنون بأنهم سوف يفقدون سيطرتهم في العمل او ان التغيير قد يبعدهم عن مراكز اتخاذ القرار وبالتالي يستمرون في المؤسسة لسنوات عديدة دون إنتاجية تذكر وفي نفس الوقت يؤدي الى تأخير المؤسسة عن اللحاق بالمستجدات في سوق العمل. وليس من الضرورة ان يكون الديناصور مرتبط بالعمر او عدد سنوات الخدمة، فمن يملك ريادة الاعمال والقيادة يعرف معنى التغيير والتطوير المؤسسي والشخصي، ولكن من يفقد هاتين السمتين بالإضافة الى عدم الثقة، يعيش في العصر الحجري ويؤدي الى بقاءه مع من ينافقونه في عالم الجوراسيك (حديقة الديناصورات) لفترة، ولكن التغيير سوف يصله اليوم او غدا وسوف تذبل تلك الحديقة وينساها التاريخ كما نسى الديناصورات. اذن من العقبات التي تواجه الموظف الذي يسعى لتطوير المؤسسة هي كيفية التعامل مع المدراء الديناصورات الذين يقفون عقبة امام أي تطوير، ولكن بأساليب القيادة الحديثة (قد) يمكنه استدراجهم والتي نستعرض بعضها من المصادر لتكون فعالة ان شاء الله:
• نحن في معظم الأحيان نصدر احكامنا على المسئول مسبقا، وبالتالي الجلوس مع الديناصور قد تكون فعالة لإزالة الشك قبل القفز الى استنتاجات خاطئة عنه
• كن صريحا مع الديناصور في الأمور وكيفية التطوير ورويدا رويدا حاول ان يكون هو من يملك الفكرة الجديدة للتنفيذ، فبعض الديناصورات تود ان نتسب كل فكرة جديدة لها لكيلا يفقد هذا الديناصور بريقه في المؤسسة
• حاول ان تستكشف الحوافز لهذه الديناصورات في العمل، فأحدهم يود ان يسيطر، واخر يود ان يعمل بحيث لا يكون هناك أي خطأ، واخر يود الاستمرار في المؤسسة، الى غيرها.
• أحد الوسائل الناجحة هي ان تعطي هذه الديناصورات الثقة وتطلب منهم ان يكونوا مدربين في المؤسسة   Coaches بأساليب علمية، حيث انهم سوف يكتشفون أنفسهم انهم خارج الركب وبالتالي لا بد من التطوير (حتى وان لم يصرحوا به على الملأ).
• استخدم زملاء الديناصور المنفتحين او من له تأثير من خارج المؤسسة للتعامل والتأثير عليه
• اخيرًا وليس بأي حال من الأحوال، امنحهم حبلًا كافيًا وقاربا ليرحلوا بأنفسهم دون البقاء على أمل بأنهم سوف يتقاعدون قريبا!
وكما هو معروف عن انه هناك فصائل للديناصورات فمنها من كانت تسير رجلين وبعضها بأربع أرجل وبعضها بين الاثنين، فأن هناك بعض الطيور يتم تصنيفها من قائمة الديناصورات وبالتالي تستطيع ان تتعامل مع الديناصور كأنه حمامة وتنطلق به في المؤسسة متى ما تعاملت جيدا معهم!

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .