العدد 5635
الثلاثاء 19 مارس 2024
banner
توفيق السباعي
توفيق السباعي
الشائعات .. أخطر الأسلحة فتكاً بالمجتمعات!
الثلاثاء 25 مايو 2021

منذ خمس سنوات وفي حادثة تعد من النوادر والعجائب، هجم ذئب على قطيع من الأغنام في إحدى مزارع مدينة الرياض وتصدى له ماعز ودارت بينهما معركة شرسة انتهت بقتل الماعز للحيوان المفترس، حيث نطحه بقرنه وغرسه في حلق الذئب حتى مات من فوره، ولكن المفاجأة أن الماعز مات من شدة خوفه وهلعه.
إن المتتبع يومياً لبعض مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي يتعرض لسيل من الأخبار المخيفة عن فيروس كورونا وغيرها من الشائعات المزعجة في هذا الظرف بالذات؛ فالأمر لم يعد يحتاج سوى ضغطة زر على شاشة الهاتف النقال لنقل هذه الأخبار التي تحمل في طياتها أكاذيب مسببة حالة من الهلع والقلق والضيق تنتاب أفراد مجتمعاتنا وأسرنا بجميع أعمارهم وبالتالي يزيد الوضع سوءاً حتى على المستوى الصحي؛ حيث أن المشاعر السلبية تتسبب في إضعاف مقاومة الجهاز المناعي للأمراض والأوبئة والفيروسات حسب إفادة الأطباء والخبراء في مجال الصحة والمناعة.
لقد ظهرت الإشاعة منذ قدم الجنس البشري، وكما يقول جان نويل كابفيرير مؤلف كتاب "Rumors" إنها "الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم"، حيث يعتبر المغول من أشهر من استخدم الشائعات في العصور الوسطى، فقد كانت الشائعات سبباً رئيساً في انتصاراتهم لما أحدثته من رعب في نفوس المسلمين، فالشائعات بشكل عام والأخبار الزائفة بشكل خاص أو كما يطلق عليها "The Fake News"؛ تعد من أخطر الأسلحة فتكاً بالمجتمعات وهي كالفيروسات سريعة الانتشار وخطورتها لا تقل عن فيروس كورونا المستجد، وبهذا السياق يقول دانيال روجرز مؤسس "غلوبال دسانفورميشن انديكس" وهي منصة تكشف الأخبار الزائفة والمضللة على النت ومنصات السوشيال ميديا، أن "جائحة كورونا وفّرت تربةً خصبة لكل خبير في الاحتيال، وكل بائع قصص مفبركة، وكل مروّج لنظرية المؤامرة، وكل متصيّد فرص على الإنترنت"
ففي ضوء انتشار الشائعات انتشار النار في الهشيم؛ وانطلاقاً من الشراكة والمسؤولية المجتمعية، حري بنا أن نكون أكثر وعياً، وترك نشر المعلومة لذوي الاختصاص، وأن نتصدى لكل من يبث الرسائل السلبية والتشويش على المفاهيم العلمية الصحيحة ومحاولة تعكير صفو مجتمعنا والروح المعنوية لأفراده، وألا نساهم بنشر ما هو غير دقيق أو موثوق وعدم تداول ما من شأنه أن يسيء إلى من نذروا أنفسهم من الصفوف الأمامية وفريق البحرين لخدمة الوطن والمواطن والمقيم. نحتاج في هذا التوقيت الصعب التكاتف المجتمعي والتعاون والابتعاد عن بؤر التأزيم والتوتر والالتزام بالهدوء وطمأنة أحبتنا وأقاربنا مع الأخذ بكافة التدابير والإجراءات الاحترازية والتعليمات الواردة من قبل فريق البحرين الطبي.
حفظ الله البحرين وأهلها من كل شر وسوء، ونسأل الله الشفاء العاجل للمصابين والرحمة لمن وافاه الأجل.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية