العدد 5667
السبت 20 أبريل 2024
banner
عبدالرحمن صلاح جناحي
عبدالرحمن صلاح جناحي
رحلت "الجدتان" وبقي نور محبتهما
الأربعاء 27 يناير 2021

سيبقى تاريخ 28/1/2020 يومًا حزينًا ومحفورًا في ذاكرتي، فهو اليوم التي غادرت فيه إنسانة لها مكانة العالية والسامقة في قلبي ووجداني، ألا وهي المغفور لها بإذن الله تعالى المرحومة بدرية بنت المرحوم علي بن سلمان السندي، وعندما أعود لذكريات ذلك اليوم، أكرر عبارتي المستمدة من السنة النبوية الكريمة :"إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا جدتي لمحزنون"، لكنه أمر الله سبحانه وتعالى ونؤمن بقضائه وقدره.
أتذكر يوم رحليها الحزين حيث امتلأت ساحة مقبرة الرفاع بجموع من المشيعين من الاقارب وغيرهم.. في مشهد مهيب دليل على حب الناس للمرحومة طيب الله ثراها، لأنها كانت محبة وتحمل المودة لجميع الناس، لذلك أحبها كل من عرفها.
كانت رحمها الله محبه لفعل الخير ومساعدة الناس، وعلى الرغم من مرضها، إلا أنها كانت تصل أحبتها وأقربائها بالسؤال الدائم عنهم سواء بالاتصال بهم أو زيارتهم في منازلهم، وبالنسبة لي، كانت المرحومة هي الأم الحنون والمربية والموجهة، ولا أنسى في هذا المقام أن أستذكر جدتي الثانية أم أحمد التي انتقلت إلى جوار ربها بتاريخ 7/11/2020 التي كان هي الأخرى بمثابة حضن الأمومة لي، وتربيت ونشأت في أحضان هاتين الجدتين اللتين غرمتاني بالحب والطيب وأجمل الخصال، والله أسأل أن ينعم عليهما وعلى جميع الموتى بالمغفرة والرحمة.
بلاشك، كانت سنة 2020 سنة حزينة علي، ففي مطلعها فقدت جدتي أم رياض، ثم جدتي أم أحمد قبل انقضاء العام.. كانت تربط المرحومتان علاقة جميلة وكأنهما أختان من أب وأم، فالبيت مقابل البيت وقضوا سنوات عمرهم مع بعضهن البعض وتشاركن الأحزان قبل الأفراح، وبعد رحيلهما، كأنما أنوار "الحورة" انطفأت وأصبحت مظلمة وموحشة، لكنها سنة الحياة فلا أحد يبقى سوى وجه الله الواحد الأحد الباقي، وأسأل الله جل وعلا أن يجمعني بهن في الفردوس الأعلى من الجنة اللهم آمين.
"همسة أخيرة".. من المهم على كل شخص أن يحافظ و يجتهد في بر والديه الذين لا يزالون  على قيد الحياة فهم الخير والبركة وهم مصدر السعادة والاطمئنان في حياتنا.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية