العدد 5635
الثلاثاء 19 مارس 2024
banner
د. حبيب عاشور
د. حبيب عاشور
استخدام استراتيجية الألعاب في البيئة التعليمية في العالم الافتراضي
الثلاثاء 12 يناير 2021

من أهم أسباب نجاح البيئة التعلمية التعليمية هو توفير عامل التحفيز والتشويق للطلاب عن طريق ابتكار أساليب وطرق ووسائل فعالة والتي من شأنها إشاعة بيئة تعليمية نشطة وتفاعلية بين المعلم والطالب. ولا يخفى على أحد أهمية الألعاب في تحفيز الطالب للارتباط بالمادة التعليمية وبالتالي، يسهل على الطالب فهمها واستيعابها. ولكن، كيف يمكن الاستفادة من الألعاب في بيئتنا التعليمية كعامل تحفيز وارتباط؟

تتم الاستفادة من الألعاب في البيئة التعلمية التعليمية عن طريق خلقنموذج مشابه للألعاب باستخدام الوسائل والأدوات المتاحة في المجالالافتراضي، بحيث يتم تكوين بيئة ألعاب افتراضية ممتعة تهدف الى تحقيق أهداف التعليم وتطوير جودته عن طريق بناء عامل ارتباط قوي بين الطالب والمادة التعليمية، والذي يمكن قياسه بمدى مشاركة الطالب وتفاعلاته مع اللعبة. من أهم متطلبات هذا المسار التعليمي اختيار الموضوع، كمثال على ذلك: معارك الفضاء، قائد الجيش والجنود، العميل السري، الشرطي والحرامي، الى جانب الإشارة الى كل مكونات الفصلالافتراضي بمصطلحات اللعب (الطالب = اللاعب، المهمة = البحث، المكافئة = الدرجة)، ويجدر بالإشارة أن تحفيز الطالب قد ينجم عناعتماد المكافأة اللحظية.

توجد عدة أسباب لاستخدام الألعاب في البيئة التعلمية التعليمية والتي من أهم معطياتها هي الترويج للتعلم النشط التفاعلي مما يساهم في زيادة كل من الارتباط بين المعلم والطالب ودرجة الانتباه والمشاركة الفعالة للطالب في الأنشطة في البيئة التعلمية التعليمية الافتراضية. كما هو معلوم بأنه من خلال زيادة ارتباط الطالب مع طريقة التعليم يقوىاستيعاب الطالب للمهارات وبالتالي تنمى لديه ملكة التعلم. لقد تم اثباته - بما لا يدعوا للشك - ان استخدام انموذج الألعاب في العملية التعلمية التعليمية يزيد من عملية الارتباط بين الطالب والمادة العلمية للأسباب التالية:

• خلق مناخ تنافسي بين الطلاب.
• مراعات الفروق الفردية.
• إطلاق ابداع الطالب.
• اثارة دافعية التعلم لدى الطالب وحماسه.
• اتاحة الفرصة للمدرس إمكانية إعطاء الطالب نصائح فورية.
• اتاحة الفرصة للطالب والمدرس متابعة انية للتطور ناحية تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة.

في سبيل توظيف الألعاب في العملية التعلمية التعليمية، بإمكانكالاعتماد على الخطوات التالية:

- تحديد النتائج التعليمية، بحيث يختار المعلم النتاجات المناسبة للألعاب التربوية بناءا على الأهداف التالية:
1. اهداف جسمية: تدريب الحواس، الصحة الجسمية، التآزر العصبي العضلي.
2. اهداف معرفية: تنمية العمليات العقلية، الاستكشاف، الابتكار، تنمية التفكير.
3. اهداف اجتماعية: التواصل مع الاخرين. تعلم قوانين المجتمع وانظمته، توقيف مواقف للمتعلم.
4. اهداف وجدانية: الدافعية، التعبير عن النفس، تلبية الاحتياجات العاطفية، تكوين الشخصية.
5. اهداف مهارية: السرعة والدقة، ربط المحسوس بالمجرد، حل المشكلات.
- تحديد اللعبة التي نطمح لتطبيقها: وهذا يعتمد على:
1. ان تحقق النتائج التعليمية والتربوية.
2. ان تكون اللعبة المطبقة مناسبة للفئة العمرية والمهارات العقلية والبدنية والاجتماعية.
3. ان تكون اللعبة خالية من التعقيد والبساطة الشديدين ويتم تطبيقها حسب القواعد.
4. ان تثير مهارة التفكير والابتكار والملاحظة والتأمل والملاحظة.
5. ان منع الاخطار التي تؤذي المتعلمين.
6. ان يشعر المتعلمين بالحرية والاستقلالية خلال اللعب.
7. ان يكون معيار الفوز واضحا ومحددا.
8. ان تتناسب مع الوقت المحدد لها.
- تحويل النتاج التعليمي الى تنافس وتحدي بين المتعلمين بحيث يكون الهدف الأساسي للألعاب هو اثارة الدافعية لتحقيق التعليم الفعال، من خلال التنافس واستغلال الطاقات.
4. تحديد المعزز(الجائزة) للفائزين: يعتبر المعزز من اهم الأدوات لتحفيز دافعية المتعلم للمشاركة الفاعلة، وهنا يجب مراعاة التالي:
1. ان يكون المعزز مثيرا للدافعية.
2. ان يكون ذا قيمة معنوية.
3. ان يكون ذا قيمة تربوية (يحقق الأهداف المرجوة).
5. هيكلية اللعبة وبنائها: في حال تحديد اللعبة، يقوم المعلم بوضع قواعدها (الاجراءات). ومن المهم أن تكون هذه القواعد قابلة للتنفيذفي ظل الإمكانيات المتاحة بحيث يستطيع أن يوفر المعلم المواد والأدوات المناسبة والكافية للمتعلمين، فالهدف من ذلك هو الاستمرار باللعب حتى نهاية الوقت المحدد بغية تحقيق الأهداف المطلوبة.

نستخلص مما سبق أهمية استخدام أسلوب الألعاب في خلق جو من المتعة والتشويق في العملية التعلمية التعليمية الافتراضية مما يكون له الأثر الاكبر لبناء عامل ارتباط قوي بين المادة العلمية والمتعلم، وبالتالي تساعده على سرعة الفهم والاستيعاب وتحقيق اهداف البيئة التعليميةوالتنمية المستدامة.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية