+A
A-

المرأة البحرينية عملت في “الخارجية” منذ 48 عامًا

تعيين أول وكيلة في “الخارجية” على مستوى الوطن العربي في 2017

المناسبة تزداد وهجًا سنويًّا مع دخول المرأة مجالات جديدة بجرأة وشجاعة

تحتفل مملكة البحرين في الأول من ديسمبر من كل عام بيوم المرأة البحرينية كمناسبة وطنية مجيدة أطلقتها قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في العام 2008، بشعارها الرئيس “قرأت، تعلمت، شاركت” للاحتفاء بالشراكة الوطنية للمرأة البحرينية في بناء الوطن.

وما زالت هذه المناسبة في تطور مستمر بعد مرور 12 عاما على إطلاقها؛ بل تزداد وهجًا وألقًا وأهميةً عامًا بعد عام في ظل دخول المرأة البحرينية مجالات حيوية جديدة بجرأة وشجاعة، وتمكُّنها عن كفاءة وجدارة من إثبات ذاتها وخدمة أسرتها ووطنها والدفع قُدما بمسيرة الازدهار والتنمية الوطنية إلى جوار أخيها الرجل في مجتمع بحريني متحضر تتعزز فيه معاير التنافسية والاستدامة والتوزان بين الجنسين.

وفي هذا العام يحتفي المجلس الأعلى للمرأة بالمرأة البحرينية في مجال العمل الدبلوماسي، وذلك بهدف تسليط الضوء على إنجازات المرأة في هذا المجال، وقد جاء ذلك متزامنا مع احتفاء مملكة البحرين ببدء العمل الدبلوماسي المنظم قبل 51 عامًا وتخصيص يوم للدبلوماسية البحرينية تقديراً لمنجزاتها وجهود منتسبيها.

قصص النجاح

ويعمل المجلس الأعلى للمرأة عبر هذه المناسبة على إبراز المسيرة الحافلة للمرأة البحرينية في المجال الدبلوماسي، حيث عملت في وزارة الخارجية في العام 1972 لأول مرة، وجرى تعيين أول سفيرة للمملكة لدى الجمهورية الفرنسية العام 1999، وتعيين أول وكيلة وزارة في الخارجية على مستوى الوطن العربي في العام 2017. كما يعمل المجلس على إبراز قصص النجاح التي حققتها المرأة في هذا المجال وبيان الفرص والتحديات لاستدامة تقدم المرأة، إضافة إلى التعرف على أفضل الممارسات الدولية لتعزيز التوازن بين الجنسين في مجال العمل الدبلوماسي.

هذا وبعد مرور 12 عاما على المبادرة من قرينة عاهل البلاد من تكريس نهج جديد يحتذى به على صعيد توجيه جميع الطاقات الوطنية المعنية في مجالات العمل لاستكشاف مدى حضور المرأة فيه، وإشباعه دراسة وبحثًا عبر سلسلة من اللقاءات والمؤتمرات والمنتديات العلمية ومجموعات التركيز وورش العمل والمعارض التي تقام على مدار عام كامل، ثم التعاون الفاعل مع الجهات المعنية على تنفيذ المخرجات والتوصيات، ويأتي الاحتفاء بالمرأة البحرينية في كل عام استحقاقاً وتقديراً لعطاء المرأة المتميز ودورها المتفاني في مختلف القطاعات والمجالات، والتي تحققت عبر التشجيع والدعم والاهتمام وخلق الفرص الحقيقية لمشاركتها الفاعلة في مسيرة البناء وتنمية المملكة وبناء البحرين الحديثة.

التعليم والصحة

ونظرا لما لمناسبة يوم المرأة البحرينية من أهمية كبرى، فقد تفضل عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة برعاية الاحتفال الأول بيوم المرأة البحرينية في عام 2008، حيث تفضل جلالته بزيارة إلى مقر المجلس الأعلى للمرأة في السادس عشر من ديسمبر، وألقى جلالته كلمة سامية بمناسبة العيد الوطني ويوم للمرأة البحرينية وتفضل جلالته بمنح قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة وسام الشيخ عيسى من الدرجة الممتازة كما أنعم على عدد من الشخصيات الوطنية بأوسمة ملكية تقديراً من جلالته لجهودهن في بناء نهضة البحرين الحديثة وتعزيز مكانتها في كافة المجالات، كما تفضلت سموها بزيارة تاريخية لمدرسة المنامة الابتدائية للبنات، باعتبارها أول مدرسة ثانوية للبنات في البحرين تأكيداً واهتماماً من سموها بضرورة المحافظة على المدارس الحكومية القديمة وترميمها وجعلها صرحا من الصروح الشامخة للتعليم في مملكة البحرين، وكان شعار هذا اليوم “80 عاما من التعليم النظامي والإنجاز”، حيث تم اختيار التعليم شعار هذا العام وذلك بمناسبة ذكرى مرور 80 عاما على دخول التعليم النظامي للمرأة في البحرين.

وفي العام 2009 جرى الاحتفاء بالمرأة في القطاع الصحي، تحت شعار “المرأة والأمن الصحي.. قابلة.. ممرضة.. وطبيبة..”، وبهذه المناسبة تفضلت صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة برعاية الحفل الذي أقيم في كلية العلوم الصحية بمجمع السلمانية الطبي وإلقاء كلمة أكدت فيها سموها على الصورة المتحضرة للمرأة البحرينية وهي تشارك وتجتهد وتعمل على بناء وتطوير وحفظ أمن مجتمعها الصحي الذي حرصت على أن تتواجد في كافة مجالاته وتستجيب لاحتياجاته في تدرج متزن ولافت وبقناعة تامة من أجل التغيير والتجديد لبناء الوطن، كما تم خلاله تكريم أوائل العاملات في المجال الصحي في مملكة البحرين وتنفيذ معرض للصور لاستعراض مسيرة وتطور نهضة المرأة البحرينية في مجال الطب والصحة منذ القدم.

العمل التطوعي

وفى يوم المرأة البحرينية 2010، تم اختيار موضوع العمل التطوعي للمرأة في البحرين لهذا اليوم تحت عنوان “المرأة البحرينية والعمل التطوعي.. 55 عاماً من المشاركة والعطاء”، وذلك تقديراً لمسيرة حافلة بالعطاء للنساء البحرينيات الأوائل اللواتي بدأن مسيرة العمل التطوعي مما كان له تأثيره على مسار العمل الوطني في مملكة البحرين، وتم خلال الاحتفال بهذا اليوم تكريم الجمعيات النسائية الرائدة في المجال وإطلاق مبادرتين هامتين هما: سجل العمل التطوعي، وجائزة المغفور لها الشيخة حصة بنت سلمان آل خليفة للعمل الشبابي التطوعي.

العطاء الاقتصادي

في العام 2011، تم اختيار التمكين الاقتصادي للمرأة موضوعاً ليوم المرأة البحرينية، وأقيمت الفعاليات تحت عنوان “المرأة البحرينية في التنمية الاقتصادية.. شراكة وعطاء” حيث تفضلت صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة برعاية الاحتفال بهذه المناسبة ومرور عشر سنوات على إنشاء المجلس. وقد تم خلال الاحتفال بتكريم المؤسسات التي ساهمت في دعم برامج ومشاريع المجلس الأعلى للمرأة خلال عشر سنوات، وإطلاق امتياز الشرف لرائدة العمل الشابة، وافتتاح معرض رائدات الأعمال الشابات (جاليري 45)، وعقد منتدى اقتصادي متكامل بخصوص مشاركة المرأة في مجال الاقتصاد والأعمال.

إنجازات رياضية

وفي يوم المرأة البحرينية 2012، أقيم الاحتفال الخامس بيوم المرأة البحرينية تحت شعار “المرأة والرياضة: إرادة.. انجاز.. تطلعات” وجاء هذا الاحتفال تحت رعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة للاحتفال بإنجازات المرأة في المجال الرياضي، وأقيمت بهذه المناسبة عدد من الفعاليات الهامة أبرزها دورة المرأة البحرينية للألعاب الرياضية في عشر رياضات مختلفة إضافة إلى حلقات نقاشية وحوارات طاولة مستديرة وبطولة للألعاب الشعبية، كما تم تكريم الفرق الفائزة في دورة الألعاب الرياضية وبطولة الألعاب الشعبية ورؤساء الاتحادات الرياضية التي شاركت في الدورة.

نشاط إعلامي

أما عن يوم المرأة البحرينية للعام 2013، فقد وقع الاختيار على أن يكون عمل المرأة البحرينية في المجال الإعلامي موضوع الاحتفال بيوم المرأة البحرينية تحت عنوان “ المرأة والإعلام” وذلك للاحتفاء بإنجازات المرأة في مجال الإعلام وتوثيق مسيرتها في هذا المجال، وأُطلق ضمن هذا الاطار مسابقة الرالي الإعلامي بهدف المساهمة في تنشيط الانتاج الاعلامي المؤثر والمحرك لقضايا المرأة بشكل عام من خلال إثراء المجالات الإعلامية المختلفة لتكون محركاً ودافعاً للارتقاء بالمادة الإعلامية التي تتناول قضايا وحقوق المرأة في كافة المجالات وصولا الى إحداث تطور ملموس في مجال الإعلام الموجه للمرأة وللمجتمع بمختلف فئاته، كما جرى تنظيم الملتقى الشبابي “المرأة والإعلام الاجتماعي “. بمشاركة حوالي 200 شاب وشابه لإكسابهم المهارات اللازمة وملتقى إعلامي حول صورة المرأة في الإعلام العربي بهدف تبادل الخبرات بين العاملات في المجال من دول مجلس التعاون الخليجي.

المجال العسكري

وفي العام 2014 جرى الاحتفاء بالمرأة في المجال العسكري تحت عاهل البلاد وجرى الاحتفال بكلية عيسى العسكرية الملكية، وجاء الاحتفاء بإنجازات المرأة في المجال العسكري لما حققته المرأة البحرينية على مدى 40 عاماً من انجاز في السلك العسكري بمختلف قطاعاته الخدمية والمتنوعة، كنتيجة حتمية لكفاءتها وقدرتها في الوقوف بجانب الرجل لحماية هذا الوطن والذود عنه وحماية مكتسباته، حيث استطاعت المرأة أن تضع بصمتها الواضحة في كافة ميادين العمل العسكري، وأن تحظى بكامل حقوقها لتصل بذلك إلى مناصب قيادية وإدارية ورتباً عسكرية عالية عن جدارة واستحقاق لتتوج مسيرتها في ركبِ السلك العسكري إلى جانب الرجل في حمل السلاح ورفع لواء النهضة الشاملةِ بالمملكة، كما جرى تنظيم ملتقى خليجي للمرأة العسكرية ومعرض “المرأة العسكرية بصمات وإنجازات”.

قائدات مصرفيات

في العام 2015 جرى تخصيص يوم المرأة البحرينية للاحتفاء بالمرأة في القطاع المالي والمصرفي، حيث أقيم الاحتفال في مقر بورصة البحرين تحت رعاية صاحبة السمو الملكي قرينة العاهل، حيث قامت سموها بتكريم الأوائل من النساء اللواتي عملن في مؤسساتهن من ذوات الخدمة الطويلة، إضافة إلى النساء الحاصلات على المناصب العليا في المؤسسات المالية والمصرفية، كما قامت سموها بجولة في معرض الصور التاريخية للمرأة في القطاع المالي والمصرفي، وما وصلت إليه من مناصب قيادية تمثلت في وصولها لرئاسة مجالس إدارة البنوك وشركات الاستثمار المالي، وجاء الاحتفاء بالمرأة في القطاع المالي والمصرفي تماشياً مع الانجازات العريقة التي حققتها المرأة في هذا القطاع، وقدرتها على الإسهام بفاعلية في تكريس دور البحرين كمركز مالي إقليمي وعالمي رائد، مشيدة سموها بالكوادر المؤهلة والطاقات المتجددة في شتى مجالات وأوجه العمل المصرفي، وهو ما تثبته وتؤكده إسهامات وإنجازات المرأة البحرينية في هذا المجال، حيث جرى تنظيم مؤتمر المرأة في القطاع المالي والمصرفي وتنظيم زيارات لطالبات المدارس الحكومية والخاصة لتوعيتهن حول “الثقافة المالية وسوق الأوراق المالية وطرق إدارة المال والمحافظة عليه”.

تشريعات قانونية

وفي العام 2016 أعلنت صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة عن تخصيص مناسبة يوم المرأة البحرينية للاحتفاء بالمرأة في المجال القانوني والعدلي، حيث جرى الاحتفال بهذا اليوم في مقر المحكمة الدستورية، وقد تم تنظيم المؤتمر الوطني الثالث للمرأة البحرينية “المرأة والقانون: مسيرة وإنجاز...تحديات وتطلعات”، وتدشين بوابة المرأة في المجال العدلي والقانوني في المجلس الأعلى للقضاء، وصفحة متخصصة بتشريعات المرأة بهيئة التشريع والرأي القانوني.

كفاءة هندسية

وفي العام 2017 جرى تخصيص مناسبة يوم المرأة للاحتفاء بالمرأة البحرينية في المجال الهندسي، وذلك نظراً لما قدمته المرأة البحرينية من عطاءات مهمة في هذا المجال على مدى قرابة الأربعين عاماً الماضية والتي بدأت في السبعينات، وبالتحديد في مجال الهندسة الكيميائية والمدنية في عام 1977، والهندسة المعمارية عام 1978، والهندسة الزراعية والكهربائية عام 1979.

وواكب الاحتفاء بالمرأة المهندسة ما حققته المرأة من إنجازات واسعة في القطاع الهندسي، حيث استطاعت مواكبة التخصصات الهندسية الجديدة مثل هندسة الكمبيوتر وهندسة الطيران، وأثبتت حضوراً كبيراً فيها، واستطاعت إثبات كفاءتها وجدارتها في تلك المجالات رغم صعوبتها، لتصل نسبة الخريجات من هذا التخصص ما يقارب 43 % ولتبلغ نسبة مشاركتها كمهندسة في سوق العمل ما يبلغ 25 % في القطاع العام و21 % في القطاع الخاص، وذلك وفقا لإحصائيات العام 2017.

مساهمات بلدية

وفي مطلع العام 2018 أعلنت صاحبة السمو الملكي رئيسة المجلس الأعلى للمرأة عن تخصيص يوم المرأة البحرينية هذا العام للاحتفاء بالمرأة في المجال التشريعي والعمل البلدي، التي تشكلت ملامح مشاركتها الأولى ضمن أول انتخابات بلدية شهدتها البحرين في منتصف العشرينيات من القرن الماضي.

وقد واكب موضوع المرأة هذا الإنجازات الكبيرة التي حققتها المرأة البحرينية من خلال حضورها الفاعل في المجالس التشريعية والبلدية، وقدرتها على رفع مساهمتها في الشأن العام ودخول مجال العمل السياسي، ومساهمات المرأة البحرينية النوعية لدى إعداد ميثاق العمل الوطني ودورها المشهود ضمن الجهود الوطنية التي كلفت بمتابعة تفعيل بنوده وقد تم تنفيذ مجموعة من الأنشطة والفعاليات من ابرزها المؤتمر الدولي حول “دور المشاركة السياسية للمرأة في تحقيق العدالة التنموية: تجارب عملية.. وتطلعات مستقبلية، وإطلاق برنامج الاستشارات الانتخابية للمرأة البحرينية والنشاط التفاعلي “صوت شباب 2030” لتكريس الوعي بالعملية الانتخابية.

علوم المستقبل

في العام 2019، خصص المجلس الأعلى للمرأة مناسبة يوم المرأة البحرينية للاحتفاء بالمرأة في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل، وذلك تزامناً مع مرور مئة عام على بدء التعليم النظامي في البحرين، وجرى خلال هذه المناسبة تسليط الضوء على ما حققته المرأة البحرينية من إنجازات كبيرة في هذا المجال النوعي، حيث تقلدت مناصب قيادية رفيعة من بينها رئيسة جامعة وعميدة، كما حصلت على درجات علمية رفيعة في مجال التدريس الجامعي، والبحث الأكاديمي وعضوية الهيئات والمراكز الدولية.

كما جرى خلال هذه المناسبة الاحتفاء بعطاء المرأة في مجال التعليم العالي وعلوم المستقبل وتوثيق الجهود الوطنية التي ساهمت في دعم مشاركة المرأة في هذا المجال والفرص المتاحة لتحفيز واستقطاب المرأة لاستدامة مشاركتها في قطاع التعليم العالي، وإبراز أهمية التعليم الفني والمهني للطالبات لتحضريهن بالمهارات الفنية لاحتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية، واستثمار الدراسات والبحوث الأكاديمية في مجال المرأة، وبيان واقع مشاركة وتنافسية المرأة البحرينية في مجالات التعليم العالي وعلوم المستقبل حيث تم إطلاق المبادرة الوطنية للتوازن بين الجنسين في علوم المستقبل وتنظيم أول هاكثون نسائي بمملكة البحرين بعنوان “تحدي وابتكار”.

هذا ويمثل الاحتفال بيوم المرأة البحرينية مع نهاية كل عام انطلاقة جديدة أمام المجلس الأعلى للمرأة لتعزيز الجهود الرامية لتكريس حضور المرأة في المجال المحدد، ومواصلة التعاون مع الشركاء من أجل ضمان التنفيذ الأمثل للمخرجات وتحقيق الغايات المنشودة، كما يواصل المجلس الأعلى للمرأة البناء على هذه التجربة الغنية وتطويرها عاماً بعد عام، لما لها من أهمية تتعدى تكريم المرأة في يوم الأول من ديسمبر إلى برنامج عمل منظم دائم طيلة أيام العام لتعزيز حضورها في قطاع من القطاعات، ومراكمة مكتسباتها، ورفع مساهمتها في مسيرة الازدهار والتنمية الوطنية.